الدولة الاسلامية الفتية لا تسمح بمثل هذا الموقف المشبوه.
وانسحبت قريظة إلى أطمها، ولم ترد على الهجوم بحماس. ثم أرسلت تطلب الاستسلام بنفس الشروط التي استسلم بها بنو النضير، فأجيبت: أن عليها أن تستسلم بدون قيد أو شرط.
فطلب اليهود استشاره أبي لبابة، فلبى نداءهم.
أما ما جرى بينهما، فلا يزال سرا الخ.. " (1).
ونقول:
إننا نسجل على هذا الكلام النقاط التالية:
1 - إنه يظهر إن هذا الكاتب يريد تخفيف ذنب بني قريظة، وإبهام حقيقة تصرفاتهم، وما صدر منهم، بهدف إظهار أن النبي (ص) قد ظلمهم واعتدي عليهم، وعاقبهم عقوبة لا يستحقونها.
فهو يوحي: أن قريظة لم تنقلب على محمد، لأنها لم تثق بقريش وحلفائها!!
وهو يدعي: أنها لم ترد على الهجوم بحماس!! وانسحبت إلى أطمها.
ويدعي أيضا أن موقف قريظة لم يزد على أن كان موقفا مشبوها.
وقد هاجما النبي، ليظهر أن الدولة الإسلامية لا تسمح بمثل هذا الموقف المشبوه!! وقريظة بزعمه قد عرضت الاستسلام بشروط قبلها النبي (ص) من بني النضير، لكنه رفضها من بني قريظة!!
بل كان (ص) - على حد زعمه - يريد أن تستسلم قريظة دون قيد أو شرط مع ما يتضمنه ذلك من معاني التحدي والعنفوان الاسلامي مع