وهو حي، وأخذ طريق المدينة، فاستقبله بعض أصحاب كعب، فأخبر كعبا بذلك، ورجع المسلمون.
فأخبرهم ابن صوريا بأن رب محمد أطلعه على ما هموا به، وأنه سوف يأمرهم بالجلاء إن لم يسلموا، فاختاروا الجلاء (1).
وقد أسلفنا: أننا نرجح هذه الرواية التي تنص على وجود كعب بن الأشرف، وعلى دور له في قضية بني النضير، وقد استحق بذلك الدور أن يأمر النبي " صلى الله عليه وآله " بقتله فقتل.
ولكننا لا ندري حقيقة هذا الدور، فلعل كعبا قد عاقد أبا سفيان على حرب النبي " صلى الله عليه وآله " ثم هجا المسلمين، وشبب بنسائهم، ثم حاول نقض حاول نقض العهد حين طلب منه النبي " صلى الله عليه وآله " الوفاء بتعهداته المالية، حيث قد كان ثمة عهد ينص على التعاون في الديات.
وكان ذلك من كعب بالتعاون مع قومه، حين أنتدب عمرو بن جحاش لتنفيذ المهمة.
فكان أن تركهم رسول الله " صلى الله عليه وآله "، وقفل عائدا إلى أصحابه، فأمر بقتل كعب بن الأشرف، ثم غدا على بني النضير بالكتائب.
فإن من الطبيعي أن نجد رسول الإسلام الأكرم " صلى الله عليه وآله " يتحمل منهم نقض العهد أكثر من مرة، من أجل أن يقطع لهم كل عذر، وتعلل في ذلك، وليتضح لكل أحد ما بيتوه من مكر وخداع، وما