الجيش الإسلامي على الموقف سوف تمنحه الفرصة للتعامل مع الآخرين وعقد الصفقات التجارية بكل طمأنينة وثقة.
أضف إلى ذلك: ان جهاز الاستخبارات الإسلامي كان من القوة بحيث أنه كان يرصد أي تحرك يحصل في مختلف أنحاء الجزيرة العربية على اتساعها وترامي أطرافها وينهيه إلى الرسول الأكرم في الموقع المناسب ويدل على ذلك: أنا نجد النبي (ص) يفاجئ أعداءه الذين يتآمرون ويتأهبون لقتاله وهم غارون وقبل أن تصدر منهم أية بادرة أو أن يجدوا الفرصة لأي تحرك والتفاف ولو من خلال إعادة تنظيم وأمرهم ولم شعثهم.
فجهاز الاستخبارات هذا لا يعجز عن رصد حالة الناس في تلك السوق كما أنه لا يعجز عن موافاة النبي (ص) في الوقت المناسب بحقيقة نوايا قريش وما أزمعت عليه من كيد ومكر إعلامي فاشل.
ومن الجهة الأخرى فان المسلمين كانوا وما زالوا رغم حروبهم مع أعدائهم منفخين حتى على أولئك الأعداء في النواحي التجارية والإنمائية.
حتى إننا لنجد تجار المشركين لا يزالون يترددون على المدينة بتجاراتهم المختلفة ويحدثنا التاريخ: أن النبي (ص) نفسه كان يشجع هذا التوجه بصورة عامة كما أوضحناه في كتابنا: السوق في ظل الدولة الإسلامية فراجع.
ويكفى أن نذكر: أنه (ص) قد أطلق الصناع وأصحاب الحرف في خبير لينتفع بهم المسلمون كما سيأتي حين الحديث عن غزوة خبير.
فالجيش الاسلامي إذن لا بد ان يقدم نموذجا من الوفاء والتضحية والانضباطية أولا كما أنه في نفس الوقت يقيم علاقات تجارة مع الآخرين ويتعامل معهم بطريقة سليمة وعفوية وبريئة من خلال