ومما قاله له بعد ان ذكر له: ان هذا عدم جدب قد بدا لي ان لا اخرج إليها وأكره ان يخرج محمد ولا اخرج فيزيدهم ذلك جراءة فلان يكون الخلف من قبلهم أحب إلي ان يكون من قبلي وبعد ضمان سهيل بن عمرو والإبل لنعيم خرج مسرعا حتى اتى المدينة فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان فسألهم فأخبروه بما يريدون فقال لهم:
(بئس الرأي رأيتم اتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت منكم الا الشريد فتريدون ان تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم؟! والله لا يفلت منكم أحدا).
وجعل يطوف بهذا القول في أصحاب رسول الله (ص).
فكره أصحاب رسول الله (ص) الخروج وزاد الواقدي قوله: (حتى نطقوا بتصديق قول نعيم أو من نطق منهم واستبشر بذلك المنافقون واليهود وقالوا: محمد لا يفلت من هذا الجمع).
حتى بلغ رسول الله (ص) ذلك وتظاهرت به الاخبار عنده حتى خاف رسول الله (ص) ان لا يخرج معه أحد فجاء أبي بكر بن أبي قحافة (رض) وعمر بن الخطاب (رض) وقد سمعا ما سمعا فقالا: يا يا رسول الله ان الله مظهر دينه ومعز نبيه وقد وعدنا القوم موعدا ونحن لا نحب ان نتخلف عن القوم فيرون ان هذا جبن مناعهم فسر لموعدهم فوالله إن في ذلك لخيرة.
فسر رسول الله (ص) بذلك ثم قال: (والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي) (قال عثمان: لقد رأيتنا وقد قذف الرعب في قلوبنا فما أرى أحدا له نية في الخروج).
فأما الجبان فإنه رجه وتأهب الشجاع للقتال وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.