عنوان: نزول آية سورة المائدة في بني النضير.
و " في الشفاء: وقد حكيت مثل هذه الحكاية: أنها جرت له يوم بدر، وقد انفرد عن أصحابه لقضاء حاجته، فتبعه رجل من المنافقين، وذكر مثله " (١).
ونكتفي هنا بالإشارة إلى ما يلي:
أولا: إن هذه القضايا لا يمكن قبولها، لأنها تصور لنا رسول الله (ص) بصورة إنسان بسيط وساذج، لا يفكر بعواقب الأمور، بل يخدعه أعرابي، دون أن يستعمل أي أسلوب بمتميز، بل هو لا يزيد على أن طلب منه أن يعطيه سيفه، لينظر إليه.
ومعنى ذلك هو أن هذا النبي، الذي يطلب من أي مؤمن عادي أن يكون كيسا وفطنا، وحذرا (٢)، لم يلتزم هو بأبسط قواعد الحذر أو الكياسة والفطانة، وقد أمر الله المؤمنين بالحذر في صلاة الخوف، وأمرهم بذلك أيضا في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم، فانفروا ثبات، أو انفروا جميعا﴾ (3). وثانيا: إن هذا النبي الكريم والعظيم صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي أمر باتخاذ الحرس للجيش يطوفون به، وكان مواظبا على الاستعانة بهم، والاعتماد عليهم في غزواته (4).