أصحابه أساري إلى مكة: فنبيعهم من قريش " (1) " ولزم رسول الله (ص) الدرع فبات فيه " (3).
ولم يغثهم أحد، ولم يقدر ابن أبي أن يصنع شيئا، فجهدهم الحصار، وضاقت عليهم الأحوال: فأرسلوا إلى النبي " صلى الله عليه وآله " بقبولهم الجلاء (4).
وبعد حصارهم، وقطع نخلهم " قالوا: يا محمد نخرج من بلادك، واعطنا مالنا، فقال: لا، ولكن تخرجون ولكم ما حملت الإبل، فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما ثم قالوا: نخرج ولنا ما حملت الإبل، فقال: لا ولكن تخرجون ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه:
فخرجوا على ذلك " (5).
وكان منهم جماعة من أولاد الأنصار، لأن المرأة من الأنصار كان إذ لم يعيش لها ولد تهوده، فلما أجليت بنو النضير، قال آباء أولئك: لا ندع أبناءنا، وأنزل الله: لا إكراه في الدين، وهي مخصوصة بهؤلاء الذين تهودوا قبل الإسلام، وإلا.. فإكراه