وهو تعبير فني مدروس، قد جاء ليؤكد اتجاها سياسيا، فرضه موقف السلطة مما حدث، من أجل تأكيد الحديث المزعوم الذي يقول:
نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة.
هذا الحديث الذي أنكره علي وفاطمة " عليهما السلام " والعباس وغيرهم.
فما كان من الفريق الآخر إلا أن أطلق على ما تركه الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " من أموال، وعقار اسم: " صدقة " (1)، أو " صدقات " وقالوا " كل ما ترك رسول الله " صلى الله عليه وآله " تصدق به " (2) ليركزوا ذلك الأمر الذي انفرد به أبو بكر وأنكره أهل البيت في أذهان الناس بصورة، تلقائية ولا شعورية. أما بالنسبة لقول عمر: إن بني النضير كانت من صوافي رسول الله " صلى الله عليه وآله " حبسا لنوائبه، فإن ذلك بهدف الإيحاء بأنها لابد أن تعود إلى بيت المال بعده، أو للخليفة لتكون حبسا لنوائبه أيضا.
ولنا أن نعتبر هذا النحو من التعامل من لطائف الكيد السياسي، ومن جملة حبائله.. ولكن ذلك لم يجدهم شيئا في تغيير الحقيقة، فقد عبر الآخرون عن آرائهم بصراحة، وأبطلوا كيد هؤلاء ولم يمكن لأهل المكر والخداع والكيد: أن يحققوا من مكرهم هذا شيئا.
ب: حبائل ماكرة أخرى:
كما أننا نلاحظ: أن ثمة تعمدا وإصرارا على أمر آخر، يراد للناس أن يقبلوه ويصدقوه، وهو: أن رسول الله الأكرم " صلى الله عليه وآله "