سبقه إلى ذلك خديجة، وزيد بن حارثة، وعلي (عليه السلام) (1).
وثالثا: قد تقدم: أننا لم نجد أحدا يعترض على الصحابة، ولا على التابعين، ولا على أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجاتهم المتعددة على معاوية وغيره بأن عليا هو أول الأمة إسلاما - لم نجد أحدا يعترض، ويقول: بل أبو بكر هو الأول.
وما روي من ذلك من أن أبا بكر قد احتج به، فقد فنده العلامة الأميني في الغدير وأثبت أنه غير صحيح فليراجع (2).
فإلى متى يدخرون هذه الحجة؟! ولماذا يدخرونها؟!
بل إننا لم نجد أبا بكر، ولا أحدا من أنصاره ومحبيه يحتج له بأنه أول من أسلم، رغم احتياجاتهم الشديدة إلى ذلك، ولا سيما في السقيفة، حيث لم يجدوا ما يحتجون به من فضائله إلا كونه كبير السن، وصاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار - كما احتج به صاحبه عمر، وغيره ثمة (3) - وستأتي الإشارة إلى احتجاجاتهم تلك حين الحديث على قضية الغار إن شاء الله تعالى.
هذا كله، عدا عن تصريح البعض بأن أبا بكر كان رابع أو خامس من أسلم (4).