نعم، إننا نعتقد: أن ذلك كله موضوع في وقت متأخر، تزلفا للأمويين، كما أن شعر حسان هذا لا يبعد أن يكون منحولا، إذ لا يمكن أن يبادر إلى مخالفة ما كان متسالما عليه بين الأمة، ولا سيما الصحابة منهم.
كما أننا نلاحظ: أن البيتين الأخيرين، فيهما حشو ظاهر، وليس لهما صياغة منسجمة (1).
ولربما يقال: إنهما بعيدان عن نفس حسان، وعن شاعريته، وعن سبكه، وطريقته ومما يدل على عدم صحة ذلك بالإضافة إلى ما تقدم:
أولا: إنه قد تقدم: أن ابن عباس، والشعبي، وأبا ذر الذين روي عنهم القول بأولية أبي بكر هم أنفسهم يقولون: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أول من أسلم. ويقول الإسكافي (2): إن حديثهم في علي أقوى سندا، وأشهر من الحديث لا الاخر المنسوب إليهم في أبي بكر.
وأما رواية أبي ذر، وعمر بن عبسة، فهي مضطربة، لأنها تذكر: أن أبا ذر، وعمرو بن عبسة كلاهما ربع الاسلام، وأن بلالا أسلم قبل أبي بكر، ولا تذكر عليا (عليه السلام)، ولا خديجة، وهذا يعني: أن بلالا قد أسلم قبل خديجة وعلي، مع أن العكس هو الصحيح، فإذا كانت خديجة رحمها الله وعلي (عليه السلام) وبلال، وعمرو بن عبسة قد أسلموا أولا، فأين يكون إسلام أبي بكر بعد هذا؟!
وثانيا: إن عائشة نفسها تعترف بان أباها كان رابعا في الاسلام، وقد