تعرضه دونه لما انتظرنا به. قلت: ومن تبعه على مخالفة دينكم؟ قالوا:
بني أبي طالب (1)).
ولكن لنا تحفظ على هذا النص الذي يعطي لأبي بكر منزلة كبيرة في قريش، وهي منزلة لا يؤيد التأريخ أن أبا بكر كان قد بلغها أصلا، كما سنشير إليه في موضعه.
6 - وعن ابن إسحاق، قال: إن أبا بكر لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: أحق ما تقول قريش يا محمد، من تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آباءنا إلخ. ثم ذكر إسلام أبي بكر (2).
وان كنا نشك في صحة هذا النص الأخير، إذ أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعبد تلك الألهة قط، فما معنى سؤاله عن ذلك؟!
إلا إذا قلنا إنه لم يكن يتجاهر برفضها، فصح أن يسأله عن ذلك.
ويؤيد ذلك ما رواه المقدسي، قال: (إسلام أبي بكر - زعم بعض الرواة: أنه كان في تجارة له بالشام، فأخبره راهب بوقت خروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة، وأمره باتباعه، فلما رجع سمع رسول الله يدعو إلى الله، فجاء وأسلم (3)).
ويؤيد ذلك أيضا قولهم: إن أبا بكر قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فقدت من مجالس قومك، واتهموك بالعيب لإبائها وأمهاتها.
فدعاه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الاسلام فأسلم (4).