3 - لقد روى الطبري - بسند صحيح كما يقول الأميني (1) - عن محمد بن سعيد، قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاما؟ فقال:
لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين (2).
وهذا يعني: أنه قد أسلم بعد انتهاء الفترة الاختيارية للدعوة، وبعد خروجه (صلى الله عليه وآله وسلم) من دار الأرقم، لانهم قد خرجوا بعد أن تكاملوا أربعين رجلا، كما يقولون. وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى.
حين الكلام حول إسلام عمر بن الخطاب.
4 - ولسوف نذكر إن شاء الله في أواخر حديث الغار: أن أبا قحافة يذكر: أن ابن مسعود قد أسلم هو وجماعة قبل إسلام أبي بكر، وابن مسعود قد أسلم قبل إسلام عمر كما ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات.
5 - لقد ورد: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بعث وأبو بكر غائب في اليمن، قال أبو بكر، فقدمت مكة، وقد بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاءني صناديد قريش. إلى أن قال: (فقالوا: يا أبا بكر، أعظم الخطب، وأجل النوائب، يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي. ولولا أنت - أو: ولولا انتظارك ما انتظرنا به، فإذ قد جئت فأنت الغاية والكفاية (3)).
والذي عند أبي هلال، عن الشعبي، عن أشياخه، منهم جرير، في خبر طويل هو: (قال أبو بكر: فلما قدمت مكة استبشروا، وظنوا أنه فتح عليهم بقدومي فتح، واجتمعوا إلي، وشكوا أبا طالب، وقالوا: لولا