يده. بعد ما نودي على سعد أمير الخزرج: اقتلوه قتله الله إنه منافق. بعد ما أخذ قيس بن سعد لحية عمر قائلا: والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة.
بعد ما قال الزبير وقد سل سيفه: لا أغمده حتى يبايع علي. بعد ما قال عمر: عليكم الكلب - يعني الزبير - فأخذ السيف من يده وضرب به على الحجر. بعد ما دافعوا مقدادا في صدره. بعد التهاجم على دار النبوة، وكشف بيت فاطمة، وإخراج من كان فيه للبيعة عنوة. بعد ما أقبل عمر بقبس من نار إلى دار فاطمة. بعد ما قال عمر: لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. بعد ما خرجت بضعة المصطفى عن خدرها وهي تبكي و تنادي بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة بعد ما قادوا عليا عليه السلام إلى البيعة كما يقاد الجمل المخشوش. بعد ما قيل له: بايع وإلا تقتل. بعد ما لاذ بقبر أخيه المصطفى صلى الله عليه وآله باكيا قائلا: يا بن أم إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني. بعد، بعد، إلى مائة بعد (1)].
ولعل تلك الشدة في إباءة الله وملائكته والمؤمنين خلافة أي أحد إلا أبا بكر كانت مكذوبة على الله وعلى رسوله والمؤمنين، أو كانت صحيحة غير أنها مقيدة بإرادة أبي بكر نفسه ومشيئته. لاها الله كانت مكذوبة ليس إلا.
30 - وما المجوز لعمر قوله لأبي عبيدة الجراح لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله: أبسط يدك فلأبايعك فأنت أمين هذه الأمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو عبيدة لعمر:
ما رأيت لك فهة (2) مثلها منذ أسلمت، أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين؟
مسند أحمد 1 ص 35، طبقات ابن سعد 3 ص 128، نهاية ابن الأثير 3 ص 247، صفة الصفوة 1: 97، السيرة الحلبية 3: 386، الصواعق 7.
فما الذي دعاه إلى ذلك الخلاف الفاحش على تلكم النصوص؟ وما كان ذلك الاستبداد بالرأي تجاه النص المؤكد من الله العزيز؟ نعم: وكم له من نظير.
31 - وكيف كان عمر يرى الأمر شورى بين المسلمين ويقول: من بايع أميرا من غير مشورة المسلمين فلا بيعة له ولا بيعة للذي بايعه تغرة أن يقتلا؟