وعدا عن قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): أنا الصديق الأكبر، أسلمت قبل أن يسلم أبو بكر (1).
وعدا عن الرواية التي تقول: إن العباس قد أخبر عفيفا بأنه لم يسلم سوى خديجة وعلي، فلو أن عفيفا أسلم حينئذ كان في الاسلام ثانيا (2).
ورابعا: إننا نقول: إن إسلام أبي بكر قد تأخر عن البعثة عدة سنوات ويدل على ذلك - ونحن نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم - الأمور التالية:
1 - ما قالوه من أنه لما أسلم سماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صديقا (3) مع أن تسميته هذه - كما يدعون - إنما كانت بعد الاسراء حين صدقه أبو بكر وكذبته قريش (4).
أو حين الهجرة في الغار (وكلاهما لا يصح أيضا كما سيأتي في حديث الغار إن شاء الله تعالى). وهم يدعون: أن الاسراء كان بعد البعثة باثنتي عشرة سنة وإن كنا نحن نعتقد بخلاف ذلك. وأنه كان في السنة الثانية أو الثالثة، كما سيأتي في الفصل الآتي.
2 - يروي البعض: أنه أسلم وآمن بعد الاسراء والمعراج فسمي يومئذ ب (الصديق) (5) مع قولهم: أن الاسراء والمعراج كان قبل الهجرة بقليل - كما سنرى -