يستطع أن يكتشف نبوة نفسه.
وإذا كان للزبيريين هذا التاريخ المجيد، فليس للأمويين أن يفخروا عليهم بخلافة عثمان، وليس للهاشميين أن يفخروا بمواقف أبي طالب، وولده علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
وإذن، فلابد من دعوى: أن ورقة قد تنصر، وأنه كان يكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء، إلى آخر ما قيل وبقال في ذلك.
النتيجة:
وهكذا فإن النتيجة تكون هي: أن الأمويين يستفيدون من افتعال القصة على هذا النحو، ويحققون أعز أهدافهم وأغلاها، كما أن الزبيريين أيضا يستفيدون منها، أما أهل الكتاب فيكون لهم منها حصة الأسد.
وبذلك ينعقد الاجماع من قبل مسلمة أهل الكتاب، الذين لم يسلموا ولكنهم استسلموا، إلى جانب منافقي هذه الأمة وطلقائها، وطلاب الدنيا، فأدخلوا في الاسلام من إسرائيليات أولئك، وترهات هؤلاء كل غريبة، ونسبوا إلى نبي الاسلام كل عجيبة، بعد أن نجحوا في إبعاد أهل البيت (عليهم السلام) عن موقعهم الذي جعله الله سبحانه لهم، ليحتل القصاصون وأذناب الحكام محلهم، وكانت هذه الجريمة النكراء حينما التقت المصالح والأهواء، واجتمعت على هذا الامر، فلماذا لا يدلي كل بدلوه؟ أو كيف لا تشجع أمثال هذه الترهات والأباطيل.
عصمنا الله من الزلل، في القول والعمل.