على اعتبار أنها فترة بعيدة نسبيا عن متناول الأيدي عادة، فلما فشلوا في ذلك حاولوا ادعاء أن ما جاء به نبينا (ص) كان نتيجة عبقريته ونبوغه، وعمق تفكيره، ومعرفته بطرق استغلال الظروف، وانتهاز الفرص. وليس لأجل اتصاله بالمبدأ الاعلى تبارك وتعالى.
وهكذا، فإننا نستطيع أن نتهم يد أهل الكتاب في موضوع الاحداث غير المعقولة، التي تنسب زورا وبهتانا إلى مقام نبينا الأعظم (ص) حين بعثته، ولا أقل من تشجيعهم لمثل هذه الترهات.
2 - كما أنه لابد أن يحتاج نبينا (ص) إليهم لامضاء صك نبوته، وتصديق وحيه، ويكون مدينا لهم، وعلى كل مسلم أن يعترف بفضلهم، وبعمق وسعة اطلاعهم، ومعرفتهم بأمور لا يمكن أن تعرف إلا من قبلهم، فكان اختراع هذا الدور لورقة، وعداس، وبحيرا، وناصح، ونسطور، وكلهم من أهل الكتاب!!.
3 - واما سؤال: لماذا اختص نبينا الأعظم (ص) بكل تلك المصاعب والأهوال، وبهذه المعاملة السيئة من جبرائيل، حتى لقد صرح البعض: بأنه لم ينقل عن أي من الأنبياء السابقين: أنه تعرض لمثل ذلك عند ابتداء الوحي، حتى عد ذلك من خصائص نبينا (ص) (1).
إن هذا السؤال لا يبقى له وقع، إذا لاحظنا: أن بعض الأمور والأحوال غير المعقولة، قد تسربت إلى بعض المسلمين من قبل أهل الكتاب، حتى أصبحت جزءا من التاريخ، والفقه، والعقائد والخ. وذلك من أجل أن يكون لنبي المسلمين نفس الحالات التي تذكر لغيره من الأنبياء في كتب أهل الكتاب.