ثانيا: إن تتبع الآيات القرآنية يعطي عدم ثبوت الفرق المذكور بين:
(الانزال) و (التنزيل) مثلا قد ورد في القرآن قوله تعالى: (ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه) (1) مع أن الكتاب المقروء إنما ينزل دفعة واحدة.
كما ويلاحظ: أنه يستعمل كلمة (نزل) تارة، وكلمة (أنزل) (من السماء ماء طهورا).
ومثل ذلك كثير، لا مجال لنا لتتبعه فعلا. وكل ذلك يدل على عدم صحة هذا الفرق بين هاتين الصيغتين وقد أشار إلى هذا الجواب بعض المحققين أيضا (2).
وثالثا: قولهم: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بعث بالقرآن، غير مسلم. ولتكن الروايات الواردة عن أهل البيت، والقائلة بأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بعث في شهر رجب موجبة لوهن قولهم هذا.
ورابعا: روايات نزول القرآن إلى البيت المعمور لا مجال لاثباتها من طريق أهل البيت (عليهم السلام) ولا إلى الاطمينان إلى صحتها، كما ذكره الشيخ المفيد (1) وأما نزول القرآن أولا دفعة واحدة على قلبه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن إثباته مشكل، ولا يمكن المصير إليه إلا بحجة.
وخامسا: حديث نزول القرآن بعد البعثة بثلاث سنوات، إستنادا إلى ما ورد من أن القرآن قد نزل خلال عشرين سنة، لا يمكن الاطمينان إليه، إذ يمكن أن يكون ذلك قد جاء على نحو التقريب والتسامح، ولم يرد