في مقام التحديد الدقيق - ومن عادة الناس: أن يلقوا الزائد القليل، أو أن يضيفوه في إخباراتهم، وليس في ذلك اخبار بخلاف الواقع، لان المقصود هو الاخبار بما هو قريب من الحد، لا بالحد نفسه، مع إدارك السامع لذلك، والتفاته إليه.
نعم يمكن أن تكون معاني القرآن وحقائقه قد نزلت على قلبه الشريف ليكون (صلى الله عليه وآله وسلم) إنسانا كاملا، يربى نفسه على تلك المعاني.
ولكن هذا أيضا يبقى مجرد احتمال، ويحتاج إلى إثبات.
والنتيجة هي: أنه لا مانع من أن يكون (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بعث وصار نبيا في شهر رجب، كما أخبر به أهل البيت (عليهم السلام) وهيئ ليتلقى الوحي القرآني. ﴿إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا﴾ (1)، ثم بدأ نزول القرآن عليه تدريجا في شهر رمضان المبارك.
كما أنه لا مانع من أن تكون حقائق القرآن ومعانيه قد نزلت عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) دفعة واحدة، ثم صار ينزل عليه تدريجا.
ويؤيد هذا الاحتمال الأخير رواية رواها المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام) تفيد ذلك فلتراجع (2) ويؤيده أيضا: ما ورد من أنه كان له ملك يسدده، ويأمره بمحاسن الأخلاق. وأن الملك كان يترائى له، قبل ان ينزل عليه القرآن (3) وأن جبرئيل قد لقيه الخ..
ويرى بعض المحققين (4): أنه يمكن الجمع بين الآيات، بأن يقال: