تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا) (١). أو بالنسبة لتنبؤاته المستقبلية، كقوله تعالى: (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) (٢). وكاخباره بنتائج حرب بدر العظمى، وغير ذلك (٣).
وربما يقال: إنه لتضمن القرآن للمعارف العلمية، التي تنسجم مع العقل والبرهان. واخباراته عن سنين الكون وأسرار الخليقة، وأحوال النظام الكوني، وغير ذلك من أمور لا يمكن الوصول إليها إلا بالعلم والمعرفة الشاملة والواسعة، الأمر الذي لم يكن متوفرا في البيئة التي عاش فيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كقوله تعالى: (وأرسلنا الرياح لواقح) وغير ذلك من الآيات التي تشير إلى دقائق وحقائق علمية، في مختلف العلوم والفنون.
وربما يقال: إن إعجازه إنما هو في نظامه التشريعي الذي جاء به، والذي لا يمكن لرجل عاش في بيئة كالبيئة التي عاش فيها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعانى من الظروف والأحوال الاجتماعية، ومستوى الثقافة في ذلك العصر، أن يأتي بمثل ذلك مهما كان عظيما في فكره، وذكائه، وسعة أفقه.
ولربما نجد الإشارة إلى هذين الرأيين في قوله تعالى: ﴿قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون﴾ (4).