هو الخيانة للدين، وللأمة، وللحق.
وإلا فإن الحسين (عليه السلام) قد عاش في حكم معاوية بعد استشهاد أخيه الحسن (ع) عشر سنوات، ولم يقم بالثورة ضده، مع أن الحسين (عليه السلام) الذي سكت في زمن معاوية هو نفسه الحسين الذي ثار في زمان يزيد. كما أن الانحراف والظلم الذي كان في زمان هذا قد كان في زمان ذاك. وما ذكرناه هو المبرر لسكوته هناك، وثورته هنا.
هذا، وقد تمدح الإمام الحسين (عليه السلام) أخاه الإمام الحسن (عليه السلام) على صلحه مع معاوية، واعتبره إيثارا لله عند مداحض الباطل، في مكان التقية بحسن الروية. كما قاله (عليه السلام) وهو يؤبن أخاه الإمام الحسن (عليه السلام) حينما استشهد بسم معاوية (1).
وكتب أهل الكوفة أكثر من مرة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية، وفي كل ذلك يأبى عليهم (2)، وقد أمرهم بلزوم بيوتهم ما دام معاوية حيا (3).
فالقول بأن سبب عدم ثورته على معاوية إنما هو عدم بيعة الناس له في زمنه، لا يصح.
كما أن الناس كانوا قد بايعوا الإمام الحسن (عليه السلام)، فلماذا سكت؟ ولماذا لم يطالبه الحسين بالقيام؟! ولماذا يمدحه على صلحه لمعاوية؟