قال: سمعا وطاعة لأمير المؤمنين (1).
وقد صرح أمير المؤمنين في خطبة له بأعمال كثيرة لمن سبقوه. لم يستطع تغييرها، ولو أنه حاول ذلك لتفرق عنه جنده، حتى يبقى وحده، وقليل من شيعته. وهي أمور كثيرة فلتراجع (2). ولتراجع أيضا الشواهد الكثيرة التي تؤيد ذلك في مصادرها.
ثم جاءت الدولة الأموية، فاستنت بسنة عمر، وسارت بسيرته، وانتهجت نهجه.
وإذا كان معاوية قد تولى الشام من قبل عمر، وإذا كان قدموه على الناس في قضية قتل عثمان، وألقى في الناس الشبهات الكثيرة حولها، حتى استطاع أن يقود جيشا ليحارب في صفين أعظم رجل بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
وإذا كان قد استغل قضية التحكيم، وأضفى على خلافته نوعا من الشرعية المزورة، التي يمكن تضليل العوام والسذج بواسطتها. - إذا كان كل ذلك - فإن من الطبيعي أن يستطيع معاوية الذي وصل إلى الحكم في مثل تلك الظروف الغامضة، أن يصور الحسين بن علي (عليه السلام)، بعد قتله على أنه باغ وطاغ وطامع، تحركه المصالح الشخصية، بل وحتى خارج عن الاسلام، والعياذ بالله.
ولسوف يتمكن عن طريق الأخطبوط الأموي المتغلغل في مختلف البلاد، والذي استطاع أن يضع العراقيل في طريق علي (عليه السلام)، وغيره من الأئمة الطاهرين، لسوف يتمكن من استغلال تلك الظروف