هذا ما أردنا الإشارة إليه هنا، ولهذا البحث مجال آخر.
2 - ويلاحظ أيضا: أنه حين دعا الحسين (عليه السلام) بحلف الفضول قد استجاب له حتى أعداؤه، كابن الزبير، الذي لم يكن ليخفى على أحد، كيف كان موقفه من الهاشميين أيام خلافته حتى لقد كان يريد أن يحرقهم بالنار في مكة، لولا وصول النجدة لهم من العراق.
كما أنه قد قرت عينه - على حد تعبير ابن عباس - حين توجه الحسين (عليه السلام) إلى العراق.
أضف إلى ذلك: أنه قد قطع الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبه، ولما عوتب على ذلك ادعى: أن هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره (صلى الله عليه وآله وسلم) أشرأبت أعناقهم، وأبغض الأشياء إليه ما يسرهم. وفي رواية: إن له أهيل سوء الخ (1).
نعم، لقد استجاب للإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه حتى أعداؤه حين دعاهم بحلف الفضول، ولكنهم لا يستجيبون لداعي الله والرسول الذي يأمرهم بقبول إمامة الحسنين (عليهما السلام) قاما أو قعدا ولا يدافعون عن إمامهم الذي خرج في طلب الاصلاح في أمة جده، بل وينصبون العداء له ولأهل بيته عموما كما أشرنا إليه.
فما هو سر استجابتهم للنداء بحلف الفضول، ثم عدم استجابتهم للحسين، حين دعاهم للجهاد ضد أعداء الدين، فلم يخرج منهم أحد إلى كربلاء لمحاربة الظلم والطغيان، والانحراف عن الدين والحق؟!.
مع أن القضية الأولى وإن كانت تمثل مكافحة للظلم والتجبر، إلا أنها في