ويمكن أن تقل الأقوال عن ذلك، إذا قلنا: إنه لا منافاة بين القول:
بأنه ولد قبل البعثة باثني عشرة سنة، وبين القول بأنه ولد قبلها بخمس عشرة سنة، إذا كان القائل بالثاني لا يسقط السنوات الثلاث الأولى من بعثته (ص) من الحساب، لان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يجهر فيها بالدعوة.
ولعل اختلافهم في مدة نبوته (ص) في مكة على قولين: عشر سنوات، وثلاث عشرة سنة سببه ذلك أيضا.
بل نجد البعض يقول إن سرية الدعوة قد استمرت خمس سنوات، فيمكن بملاحظة هذا وما تقدم في سائر الأقوال: أن تقل الأقوال عن ذلك كثيرا. ولكن هذا على أي حال يبقى مجرد احتمال.
وعلى كل حال، فإن القول بالاثني عشر، وإن كان مرويا عن أهل البيت، إلا أن القول الآخر، وهو أن ولادته كانت قبل البعثة بعشر سنوات مروي أيضا، وهو المشهور عند علمائنا، وعند غيرهم، كما يظهر من ملاحظة المصادر المتقدمة.
ولذا، نقول: إن هذا القول المعتضد بالشهرة هو الأولى بالاعتماد والاعتبار. لا سيما وأنه مروي عن أهل البيت الذين هم أدرى من كل أحد بما فيه.
وأما محاولات البعض الاستفادة من ذلك، واستنتاج نتيجة معينة