هذه المناسبة، فسوف لا يكون لقتله أية فائدة تعود على الدين والأمة. بل ربما يكون ضرر ذلك أكثر من نفعه، وذلك عندما يلاحق ذلك معاوية الداهية بحملة دعائية مغرضة، يقضي فيها على الأمل الوحيد للأمة، ويفصل المجتمع المسلم نفسيا وفكريا عن أهل البيت (عليهم السلام) بشكل عام، وعن أئمتهم بصورة خاصة.
وذلك لان الظروف التي أوصلت معاوية إلى الحكم، وإن كانت واضحة لدى كثيرين من أهل العراق والحجاز، إلا أن أهل الشام، الذين لم يعرفوا إلا الاسلام السفياني، إسلام المصالح والأهواء، الاسلام الذي يستحل كل شئ في سبيل الوصول إلى الاهداف الشخصية، واللذات الفردية - نعم - إن أهل الشام الذين لم يتربوا تربية اسلامية صحيحة، ولا عرفوا عليا وأهل البيت على حقيقتهم، ولا عرفوا إسلام علي، ولا مبادئ علي، ولا أهداف علي (عليه السلام)، بل كان الأمويون يظهرون لهم:
أنهم هم قرابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أهل بيته، حتى ليدعي عشرة من أمرائهم وقوادهم: أنهم ما كانوا يعرفون للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيت غير بني أمية (1).
بل إن معاوية ليتجرأ ويقول لأهل الشام: إن عليا (عليه السلام) لا يصلي!! (2).