وقيل: إن قوام الدنيا والدين بشيئين: القلم والسيف، والسيف يخدم القلم.
وقد نظم بعض الشعراء فأحسن فيما قال:
إن يخدم القلم السيف الذي خضعت * له الرقاب ودانت (1) حذره الأمم فالموت - والموت لا شئ بغالبه - * ما زال يتبع ما يجري به القلم وإن شئت جعلت تسميته مجازا، أي صاحب القلم وصاحب السيف، اللذان بهما قوام الدين والدنيا، كما تقدم وكان أمير المؤمنين عليه السلام كذلك.
2 - تأويل آخر: رواه محمد بن العباس (رحمه الله) عن عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمد بن تركي (2) عن محمد بن الفضل، عن محمد بن شعيب، عن دلهم ابن صالح، عن الضحاك بن مزاحم قال: لما رأت قريش تقديم النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام و إعظامه له، نالوا من علي عليه السلام وقالوا: قد افتتن [به] (3) محمد صلى الله عليه وآله فأنزل الله تبارك و تعالى (ن والقلم وما يسطرون - قسم أقسم الله تعالى به - ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
و " سبيله " علي بن أبي طالب عليه السلام (4).
3 - وروى أيضا، عن علي بن العباس، عن حسن بن محمد، عن يوسف بن كليب، عن خالد، عن حفص بن عمر، عن حنان، عن أبي أيوب الأنصاري قال: لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال أناس: (5)