ويبوأه في جنته مقاما عليا والسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا وعليكم وعلى من لديكم ورحمة الله وبركاته.
ثم لما كان نظيمي وارسالي لهذه القصيدة انما وقع ذلك اليوم بعد وفاة البك المرحوم بمدة مديدة كتبت أيضا في هامش قرطاسها هذه الفقرات الآتي ذكرها من باب الاعتذار موضحا للسبب الذي أ عاقني عن أداء ما يلزمني من واجب الرثاء على وجه الفور والبدار وهي:
ثم ليكن بشريف علم سعادة أبي السعود المحترم دام بالعز والنعم بحرمة البيت والحرم اني ما نسأت بالاختيار ما يلزمني على وجه البدار أداؤه من الرثاء حتى أكون قد أسأت مع من أساء بل قارن ورود ذلك الخبر الشنيع والنبأ المفجع الفظيع حدوث أعراض قد وزعتني سهامها حصصا وعروض أمراض قد جرعتني آلامها غصصا ولم تزل تلك الممضات حشو حشاي حتى ضاعفت أجارك الله ضعف قواي وسلبت مني الحواس الخمس و أوقفتني على شفا الرمس وصيرتني ذا بنية نحيفة مرضوضة بحيث إذا نهضت يكاد يصرعني لا * صرعتم تنفس بعوضه:
ورحت لا احمل اليراع ولا أملك اصلاحه إذا كسرا وربما تقشع الآن عني عارض الألم وترعرع طفل البنان حتى قدر على ركوب أدهم القلم بادرت لنظم هذه الأبيات التي هي من بيوت العناكب أضعف وانا لما بي من وجد شحن أهابي أوهى قوى من العنكبوت وأنحف وبودي يوم أرسلتها لفسيح تلك الرحاب أن أكون مندرجا معها في طي كتاب الاكتئاب لأشاهد من أنوار مطالع سعادتكم ما أشاهد وأجدد عهد الصبا بتلك المعاهد وغب إن حشدت لاستماع تلاوة تلك الأبيات جماعة العلماء الأمجاد وكرر انشادها على رؤوس تلك الاشهاد بأشجى لحن يكاد ينصدع له قلب الجماد سيرتها لساحة سعادتك تجر من فرط الشجون أبراد ثكلى وتستمطر شآبيب الشؤون عن العيون انى تتلى فان حصلت منك على الرضا فقد فازت لديك بأجل محصول وإن سمحت مكارمك بقبول عذري فذاك عندي نهاية المأمول والعذر عند كرام الناس مقبول والداعي حال التاريخ مستمر على أداء فرض الدعاء لكم ونائب بالحضور عند قبور الأئمة الأمناء عن المرحوم المبرور وعنكم كل ذلك حسبة ووفاء واخلاصا وصفاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته انتهى.
وأوردنا هذا الكتاب بتمامه ليعلم ما كان عليه النثر في ذلك العصر تبعا للأعصار التي قبله من التزام الأسجاع المتكلفة التي تذهب ببهائه وأمور أخر لا تخفى على الناظر.
وله في الأكفاء:
يا ملبسي ثوب الهوان بهجره * لولا جمالك ما تجلببت الهوى أشكو إليك جوانحا تطوى على * نار الصبابة آه من نار الجوى وله في مثله:
زعمت بثينة والعجائب جمة * اني وصلت بغيرها حبل الهوى سنحت جاذر رامة فرمقتها * فتوهمت اني جنحت إلى السوى وله في أمير المؤمنين ع:
يا حجة الله على خلقه * وصاحب القدر الرفيع العلي أنت عليم بالذي أرتجي * منك فكن لي ناصرا يا علي وقال يرثي أخت الشيخ احمد البلاغي:
برغم التقى إن قوضت أخت احمد * وفات برغم المجد سفر التجلد وباكرها صرف القضاء وكم غدا * يجور على أهل المعالي ويعتدي بلاغية طابت نجارا ومحتدا * فراحت تسامي بين فخر وسؤدد لقد عمرت في الدهر تسعين حجة * سوى الخير في آنائها لم تزود نعاها نهار القيظ صامت هجيره * وقد ملأت أطرافه بالتهجد وليل الدجى في داجن طالما أتت * تقوم مقام الراهب المتعبد وأورد له في التحفة الناصرية:
على الصب قد ضاقت لعمري مذاهبه * وبان عزاه حين بانت حبائبه وما هجعت منه العيون ولم يكن * يسامره في الليل الا كواكبه فوا عجبا نيران شوقي تسعرت * ولم يطفها من دمع عيني سحائبه فهل يا ترى احظى ولو بعض ساعة * به وعلى طول التجافي أعاتبه ولا صبر لي فيه على كل حادث * يشيب له من كل طفل ذوائبه هنيئا لمن لم يدر ما لوعة النوى * ولا سهمها بين البرية صائبه وطوبي لصب لم يصب دموعه * لبعد حبيب قد تناءت ركائبه وقد عجت في ربع له عنه سائلا * وصوتي به غير الصدى لا يجاوبه وقفت على ربع لمية ناقتي * فما زلت أبكي عنده وأخاطبه واسقيه حتى كاد مما أبثه * تكلمني أحجاره وملاعبه وله اورده في التحفة الناصرية أيضا:
أحبة قلبي لم أجد قط مخبرا * يطارحني اخباركم وأطارحه بعيد النوى الا النسيم وانه * بكم يستفز القلب لا شك نافحه فهل يا ترى من عودة ينطفي بها * لهيب اشتياق أحرق الجسم لافحه ويهجع طرف لم يجد لذة الكرى * ويجمد دمع خد في الخد سافحه وما الدهر الا غادر بي وقادر * علي وما عندي جنود تكافحه هنيئا لصب لم تذق حرقة النوى * ولا ألم الهجران يوما جوانحه وله يتشوق إلى جبع اورده أيضا في التحفة الناصرية:
يا حبذا زمن بالوصل مر فما * قد كان أحلاه بل يا حبذا جبع فكم كريمة أصل في الكروم لنا * بالوصل جادت ولكن صدني ورع وكم رعى الطرف بين الطرق بدر دجى * شوقا إلى منيتي والناس قد هجعوا وكم غدا لي نديما والمدامة من * فيه وفيه عذولي ليس يرتدع وكم لثمت ثناياه وليس على التقبيل * والضم غير الله يطلع فهل يجود زماني بالتواصل أو * تضمنا بعض يوم تلكم البقع مع البدور اللواتي في براقعها * عنا تخفت وفي أفق الحشا طلعوا وأورد له في التحفة الناصرية أيضا:
أيا بين رفقا في الهوى بمتيم * أحاطت به الأشواق من كل جانب فقد كدت اقضي من فراق أحبتي * ولم اقض يوما من لقاهم ماء ربي وما لي سبيل في النوى غير انني * أعلل نفسي بالأماني الكواذب فحتام يا قلبي تذوب صبابة * وشوقا إلى وصل الحسان الكواعب ولم يك سهم الحرب للصب قاتلا * ولكن سهام فوقت بالحواجب فوا عجبا من مرسل الصدع لم يزل * يصدق في قول من السحر كاذب