عليه في التوجه إلى بغداد فلم يقبل منه حافظ وله أشعار مدحه بها موجودة في ديوانه وذكره دولتشاه السمرقندي في كتاب التذكرة المطبوع بلندن على ما حكي فقال إنه كان سفاكا للدماء سئ التدبير مستعملا الأفيون ضجرت من سوء سياسته الرعايا والقواد والأمراء وتابعوا الكتب إلى تيمور خان الكوركاني وهو المعروف بتيمور لنك أي الأعرج في حقه حتى أخذ منه خراسان وتبعه إلى بغداد.
وكان السلطان أحمد قد قتل أخاه السلطان حسين سنة 784 ه وتملك مكانه واستولى على آذربايجان إلى حدود الروم وملك بغداد ولما قتل أخاه حاربه أخواه الآخران الشيخ علي وبير علي طلبا بثار أخيهما فدحراه واستمد أحمد قره محمد التركماني أحد أمرائه وصهره على ابنته فأمده وعاد إلى قتالهما فغلب عليهما وقتلهما مع عدة من الأمراء الكبار وقبض على أخيه السلطان بايزيد وانفذه إلى بغداد.
ثم خرجت عليه جيوش تيمورلنك في خراسان فجاء إلى بغداد ثم قصد تيمورلنك بغداد في جيش كثيف سنة 791 فملكها وولى عليها الخواجة مسعود السربداري وعاد عنها ولما دخلها تيمور هرب السلطان أحمد إلى الروم ملتجئا إلى يلدرم بايزيد العثماني فأمده بجيش ذهب به إلى بغداد فملكها وأخرج مسعودا منها وبقي فيها عدة سنين جرت له فيها حروب مع عساكر تيمور لنك ثم أخذها منه تيمور وعاد إلى السلطان بايزيد وكان قد خرج على السلطان أحمد قره يوسف بن قره محمد وملك تبريز فلما دخلها تيمور هرب قره يوسف أيضا إلى السلطان بايزيد فحرضه الاثنان على قتال تيمور فكتب إليه بايزيد يتهدده ويشتمه أقبح الشتم فقابله تيمور باللين وطلب منه السلطان أحمد الجلائري وقره يوسف التركماني فلم يسلمهما فزحف إليه تيمور وملك بلاد الروم وأسر السلطان بايزيد ففر السلطان أحمد وقره يوسف إلى الشام فقبض عليهما نائبها مراعاة لتيمورلنك وسجنهما ثم أطلقهما فذهبا إلى مصر ملتجئين إلى الظاهر برقوق ملك مصر والشام من ملوك الجراكسة ولما وصل السلطان أحمد إليها خرج برقوق للقائه وذلك سنة 795 ومشى الأمراء في ركابه إلى داخل البلد ثم خرج برقوق بالعساكر إلى دمشق ومعه السلطان أحمد لمعاونة نائبه الناصري على منطاش فهرب منطاش وتوجه برقوق إلى حلب وسير العساكر مع السلطان أحمد إلى بغداد وكان تيمورلنك قد توفي فملكها واخرج واليها من قبل شاهرخ بن تيمور وعاد قره يوسف إلى تبريز فملكها وكان السلطان أحمد وقره يوسف قد تعاهدا فنقض السلطان أحمد العهد وجهز جيشا إلى آذربايجان ففتحها وكان قره يوسف في غزو الروم وفي سنة 813 رجع وحارب السلطان أحمد وقهره ثم قبض عليه وقتله مع عدة من أولاده وبه انقرضت دولة آل جلاير ولم يتول أحد منهم بعد السلطان أحمد سوى اثنين أو ثلاثة في خوزستان أياما قليلة وملك بعدهم التركمان.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
في إعلام النبلاء قال ابن إياس في سنة 795 حضر إلى حلب قاصد نائب الرحبة وأخبر بان القان أحمد بن أويس صاحب بغداد قد وصل إلى الرحبة وهو هارب من تيمورلنك وقد احتاط على غالب بلاده وملكها وكان سبب أخذ تيمورلنك بلاد القان أحمد بن أويس ان تيمورلنك أرسل إلى القان أحمد كتابا يترفق له فيه ويقول له أنا ما جئتك محاربا وإنما جئتك خاطبا أتزوج بأختك وأزوجك بنتي ففرح القان أحمد بذلك وظن أن هذا صحيح فكان كما قيل في المعنى:
لا تركنن إلى الخريف فماؤه مستوخم وهواؤه خطاف يمشي مع الأيام مشي صديقها ومن الصديق على الصديق يخاف وكان القان أحمد استعد لقتال تيمورلنك وجمع له العساكر فلما أتى قاصد تيمورلنك بهذا الخبر ثنى عزمه عن القتال واستعاد من العسكر الذين قد جمعهم ما أعطاهم من آلة للقتال وصرف همته عن القتال فلم يشعر الا وقد دهمته عساكر تيمورلنك من كل مكان فضاق بهم رحب الفضاء فخرج إليهم القان أحمد بمن بقي من العساكر فبينما القان يقع مع عسكر تيمورلنك إذ فتح أهل بغداد بقية أبواب المدينة وقد خافوا على أنفسهم مما جرى عليهم من هولاكو أيام الخليفة المستعصم بالله فلما رأى تيمورلنك أبواب المدينة مفتحة دخل إلى المدينة وملكها ولم يجد من يرده عنها فلما بلغ القان أحمد ذلك ما أمكنه الا الهرب فاتى إلى جسر هناك فعدى من فوقه ثم قطعه فلما بلغ ذلك عسكر تيمورلنك تبعوا القان أحمد وخاضوا خلفه الماء فهرب منهم فتبعوه مسيرة ثلاثة أيام فلما حصلت له هذه الكسرة قصد التوجه إلى الديار المصرية ثم حضر قاصد نائب حلب وأخبر بان القان أحمد بن أويس قد وصل إلى حلب، فلما تحقق السلطان برقوق صحة هذا الخبر جمع الأمراء واستشارهم فيما يكون من أمر القان أحمد فوقع الاتفاق على أن السلطان يرسل إليه الاقامات ويلاقيه فعند ذلك عين السلطان الأمير أزمرد الساقي وصحبته الاقامات وما يحتاج إليه القان أحمد من مال وقماش وغير ذلك فخرج الأمير أزمرد على جياد الخيل ثم عقب ذلك حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد بايزيد بن عثمان ملك الروم مراد بك على يده تقادم عظيمة للسلطان وكان سبب مجئ قاصد ابن عثمان بايزيد انه ارسل يخبر السلطان بأمر تيمورلنك ويحذره الغفلة في امره قال ابن خلدون في أوائل الجزء الخامس من تاريخه لما استولى تيمورلنك على بغداد وانهزم منه صاحبها القان أحمد بن أويس وصل أحمد إلى الرحبة من تخوم الشام فاراح بها وطالع نائبها السلطان بأمره فسرح بعض خواصه لتلقيه بالنفقات والازواد وليستقدمه فقدم به إلى حلب وأراح بها وطرقه مرض أبطأ به عن مصر وجاءت الاخبار بان تيمورلنك عاث في مخلفه واستصفى ذخائره ثم قدم أحمد بن أويس على السلطان بمصر في شهر ربيع سنة 796 مستصرخا به على طلب ملكه والانتقام من عدوه فأجاب للسلطان صريخه ونادى في عسكره بالتجهز للشام وخيم بالزيدانية عدة أيام أزاح فيها علل عسكره وأفاض العطاء في مماليكه واستوعب الحشد من سائر أصناف الجند واستخلف على القاهرة النائب سودون وارتحل على التعبية ومعه أحمد بن أويس بعد أن كفاه مهمة وسرب النفقات في تابعيه وجنده ودخل دمشق آخر جمادى الأولى وبقي فيها إلى شعبان سنة 796 وقال ابن أياس أن السلطان دخل من الريدانية وصحبته القان أحمد بن أويس وسائر الأمراء وجد في السير حتى وصل إلى دمشق يوم الاثنين 12 ربيع الآخر فنزل بالقصر الأبلق الذي في الميدان ثم توجه إلى حلب فاتاه قاصد من عند السلطان بايزيد بن عثمان بان يكون هو والسلطان يدا واحدة على دفع العدو الباغي تيمورلنك فاجابه السلطان إلى ذلك ثم حضر إليه قاصد طقتمش خان صاحب بسطام بمثل ذلك فاجابه كما أجاب ابن عثمان ثم بلغه ان تيمورلنك رجع إلى بلاده ولما تحقق ذلك قصد السلطان الرجوع إلى الديار المصرية وكذلك القان أحمد بن أويس رجع إلى بلاده اه.
3603: الشيخ جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن الحسين الكرواني (1) هكذا وجدناه الكرواني والظاهر أنه مصحف من الكوثراني نسبة إلى