فداست طلى المجد الأشم بأخمص * وحكت مناط النجم منها بعاتق أخو همم لم تبق فضلا سابق * علاها ولم تترك فخارا للاحق له عضب فكر ما انتضاه بمعضل * فاغمد الا في خلال الدقائق فما نافع من بعد فقد محمد * بقاء ولا العيش الهني برائق لقد راح للحور الحسان معانقا * كما كان للعلياء خير معانق تفيض على مصفر وجنة دهره * دموع العلى محمرة كالشقائق فيا للمنايا أمطرتنا فزمجرت * فوادحها منهلة بالصواعق إذا هي ساءتنا مسكنا بمحسن * إلى كل من ساءته من مس الطوارق همام طما في صدره بحر علمه * ففاض بفضل في البرية دافق يضيق الثنا ذرعا ببعض صفاته * وليس نداء عن ثناه بضائق مناقب تنحو كالكواكب جانب * المغارب في أنوارها والمشارق لقد أنطقت في شكرها كل صامت * كما أخرست عن ذكرها كل ناطق وانا رضينا بالرضا عن دوائر * سقتنا المنايا بالرزايا الذوائق فتى فاق بالعلم الأنام وبالتقى * فكان على من فاق أول فائق فللفضل والتقوى أجل مصاحب * وللعلم والفتوى أجل مرافق وان لنا دون الورى بمحمد * الأمين سلوا عن أجل مفارق همام قفا آثار آبائه الأولى * هم شرعوا للمجد بيض الطرائق هم القوم لولاهم لما عرف الهدى * ولا امتاز منا مؤمن من منافق ولي ان أغاظتني الحوادث أسوة * بكاظم غيظ في حلول البوائق جرى طلقا في حلبة العلم والعلى * فكان بطرق الفضل أسبق سابق إلى غيره تنمى المجازات في العلى * ولا ينتمي منها لغير الحقائق خلائق ضاعت كالحلوق بنشرها * وما النشر الا طيب نشر الخلائق وبالحسنين ابنيه تسلى همومنا * وتجلى خطوب الرزء عن كل وامق هما ثمرا دوح من الفضل مثمر * وفرعان من فرع من المجد وأرق سقى الله قبرا ضم أكرم ماجد * ورواه صوب العفو منه برائق وقال يمدح الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء بقصيدة قافيتها الخال عارض بها قصيدة الشيخ عبد الحسين آل محيي الدين وقصيدة الشيخ موسى ابن الشيخ شريف آل محيي الدين في مدح الشيخ حسن المذكور وذلك عندما وردت قصيدة بطرس كرامة الخالية في داود باشا والي بغداد وطلب من أدباء العصر معارضتها فابى ذلك الشيخ صالح التميمي ونظم القصيدة الرائية المشهورة وتخلص فيها إلى مدح داود باشا وأجاب إلى ذلك عبد الباقي العمري فعارضها بخالية مذكورة في ديوانه وعارضها المترجم والمذكوران وجعلوا ذلك في مدح الشيخ حسن المذكور فقال المترجم والنسخة كثيرة الغلط:
أشاقك من اطلال مية بالخال (1) * رباع تعفى رسمها راجف الخال (2) ونبه منك الوجد ايماض بارق * سرى من ثنايا الأبرقين وذي خال (3) أجل قد سرى وهنا فنبه لوعتي * فرحت أخا وجد وما كنت بالخال (4) وذكرني في مر الصبا اعصر الصبا * وعهدا قديما فات بالزمن الخالي (5) ليالي ريعان الشباب مسلط * يقود زمامي حيثما شاء كالخال (6) وإذ انا خدن للغرانق تارة * واخرى لدى المريخ ذي اللهو والخال (7) وللخود تقتاد النفوس بفاتك من * اللحظ امضي من شبا الصارم الخال (8) وناصعة ريا البرى ومعاضد * أسيلة خد كالوذيلة ذي خال (9) وباخلة وهي الكريمة لم تجد * بوصل وجدت دونها أنمل الخال (10) حملت لها قلب الجبان ولم أزل * شجاع الهوى ما كنت بالرعش الخال (11) إذا رئمت أرضا رئمت رباعها * وردت مغاينها كذي الرتبة الخال (12) وبت بمستن الظباء على شفا * رذي الأماني خائب السعي والخال (13) ورحت أفدي من يعين على الهوى * بعمي من فرط الصبابة والخال (14) غداة صغت للعاذلين وروعت * بما اتهم الواشي الخنا كبدي الخالي (15) وصالت على حلمي بجيش عرمرم * من اللحظ منصور الكتائب والخال (16) ولا عجب ان يقذف الشيب شادن * له عند أرباب الهوى رتبة الخال (17) وقد علمت لا أبعد الله دارها * غرامي واني لست بالسمج الخال (18) واني عزيز بين قومي وأسرتي * ولست بحاد للعروج ولا خال (19) سقى حيها نوء من الدمع هامع * إذا ضن يوما بالحيا طالع الخال (20) وروح معتل النسيم قوامها * وان لاح في اعطافها شيم الخال (21) فيا راكبا يفري نحورا من الفلا * على سابح عبل الشوامت أو خال (22) وزيافة ان هجهج المعتلي بها * فما هي بألواني القطوف ولا الخال (23) حناها السرى حتى الاهان وما يرى * بها من لجان يستبان ولا خال (24) تلف الفيافي سبسبا بعد سبسب * إذا لمحت غيب الظما خافق الخال (25) وساحرة الأقطار يخفق آلها * فيغتر من روادها سئ الخال (26) رويدا إذا شاهدت لبنان عامل * وشمت من الجولان لامعة الخال (27) وحيتك هاتيك الرباع وأهلها * بنفحة نور النرجس الغض والخال (28) قضيت بها عهد التصابي ولم يكن * زمان تعاطيت الصبابة بالخال (29) ورحت بها دهر الشبيبة مارحا * كما راح مفصوم الشكيمة والخال (30) وما انس لا انسى عهودا بربعها * تقضت ولو ارخى إلى الزمن الخال (31) تحالف جسمي والضنا بعد بعدها * كما احتلفت عبس وذبيان بالخال (32) وللحسن الحسنى فان جاد غيره * فذلك جود لا يبل لدى الخال (33) امام له القدح المعلى وفضله * لأشهر من نار تشب على خال (34) وبحر علوم ان تقس غيره به * تكن كمقيس الطود ويحك بالخال (35) فتى لم يزل يجري لاشرف غاية * تقاصر عن ادراكها نظر الخال (36) من القوم شادوا للمعالي دعائما * فما شئت من بر تقي ومن خال (37) تلامع سيماء الهدى من جبينه * وفي وجهه الزاكي علا موضع الخال (38) ولا يرتدي الا الفضائل حلة * إذا فخر الأقوام بالعصب والخال (39) عليه لنا ما للمحبين من هوى * وشوق وإن طال المدى في الحشي خال (40) وله على طريقة أهل الأندلس المعروفة بالموشح:
أيها العاذل دعني والصبا * ليس يصغي لعذول مسمعي تخذ القلب التصابي مذهبا * فهو عن صبوته لم يرجع ما لمن خان عهودا للهوى * ان يرى مما جنى معتذرا كل من زل عن النهج هوى * وجرى في سقر مع من جرى عرف السر يقينا من روى * عن بني عذرة يوما خبرا ونجى من قد توقى العطبا * وقضى من عشقه في خدع