من أهل طالقان ونشأ في قزوين وقرأ فيها فبرع وكان اسمه عبد الدائم فكلفه العلماء بتغيير اسمه فسمي احمد وكان فاضلا معاصرا له شرح كتاب الطهارة من بداية الهداية للشيخ محمد بن الحسن بن الحر العاملي وهو وإن كان ماخذه شرح الدروس للعلامة الخوانساري كما ظهر لي بالتتبع لكن من ينظر فيه يعرف فضله وله فوائد متفرقة على حاشية العدة لمولانا خليل الله القزويني وحاشية الحاج علي أصغر عليها وعلى غيرهما ويظهر منها قوة فهمه ودقة ذهنه اه وبعضهم قال إنها حاشية على كتاب الطهارة من بداية الهداية وترجمت إلى الفارسية وترجمتها موسومة بنور ساطع.
أحمد بن طباطبا الحسني الشاعر يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن إسماعيل بن طباطبا الحسني الرسي.
أبو العباس المعتضد أحمد بن طلحة الملقب بالموفق ابن المتوكل جعفر ابن المعتصم محمد بن هارون الرشيد بن موسى الهادي بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب العباسي أحد ملوك بني العباس.
ولد في ذي الحجة سنة 242 وتوفي بمدينة السلام يوم الأحد لسبع بقين من ربيع الآخر سنة 289 وله سبع وأربعون سنة، وبويع بالخلافة في اليوم الذي مات فيه عمه المعتمد وهو يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة 279 فكانت خلافته تسع سنين و 9 أشهر ويومين قاله المسعودي وقال ابن الأثير كانت خلافته 9 سنين و 5 أشهر و 13 يوما.
أمه أم ولد رومية اسمها ضرار ووزيره عبيد الله بن سليمان بن وهب ثم ولده القاسم بن عبيد الله وقاضيه إسماعيل بن إسحاق ويوسف بن يعقوب وابن أبي الشوارب وحاجبه خفيف السمرقندي.
أقوال المؤرخين فيه قال ابن الأثير: كان المعتضد أسمر نحيف الجسم معتدل الخلق قد وخطه الشيب وكان شهما شجاعا مقداما ذا عزم وفيه شح وكان مهيبا عند أصحابه يتقون سطوته ويكفون عن الظلم خوفا منه اه وقال المسعودي لما أفضت الخلافة إلى المعتضد سكنت الفتن وصلحت البلدان وارتفعت الحروب ورخصت الأسعار وهدأ الهرج وسالمه كل مخالف وكان مظفرا قد دانت له الأمور وانفتح له الشرق والغرب وأديل له في أكثر المخالفين عليه والمنابذين له وكان صاحب المملكة والقيم بأمر الخلافة بدر مولاه وخلف المعتضد في بيوت الأموال تسعة آلاف ألف دينار وأربعين ألف ألف درهم ومن الدواب اثني عشر ألف رأس وكان مع ذلك بخيلا شحيحا ينظر فيما لا ينظر فيه العوام وكان قليل الرحمة كثير الاقدام سفاكا للدماء شديد الرغبة في أن يمثل بمن يقتله وذكر أمورا كثيرة من تمثيله بالناس نعرض عن نقلها قال واتخذ المطامير وجعل فيها صنوف العذاب وجعل عليها الحرمي المتولي ولم يكن له رغبة إلا في النساء والبناء فإنه أنفق على قصره المعروف بالثريا أربعمائة ألف دينار وكان طوله ثلاثة فراسخ اه وفي نسمة السحر:
كان المعتضد يلقب بالسفاح الثاني لأن دولتهم تجددت في أيامه وكان شديد القوى بحيث يساور الأسد وحده وفيه يقول ابن الرومي:
هنيئا بني العباس ان امامكم امام التقى والبر والجود احمد كما بأبي العباس أنشئ ملككم كذا بأبي العباس أيضا يجدد أراد بأبي العباس الأول السفاح قال وكان المعتضد أديبا شاعرا شجاعا سائسا مهيبا شديد العقوبة اه.
تشيعه كان المعتضد محسنا إلى آل أبي طالب قال المسعودي: ورد مال من محمد بن زيد من بلاد طبرستان ليفرق في آل أبي طالب سرا فغمز بذلك إلى المعتضد فاحضر الرجل الذي كان يحمل المال إليهم فأنكر عليه اخفاء ذلك وأمره باظهاره وقرب آل أبي طالب وكان السبب في ذلك قرب النسب ولما أخبرنا به أبو الحسن محمد بن علي الوراق الأنطاكي الفقيه المعروف بابن الغنوي بأنطاكية قال اخبرني محمد بن يحيى بن أبي عباد الجليس قال: رأى المعتضد بالله وهو في سجن أبيه كان شيخا جالسا على دجلة يمد يده إلى ماء دجلة فيصير في يده وتجف دجلة ثم يرده من يده فتعود دجلة كما كانت قال فسالت عنه فقيل لي هذا علي بن أبي طالب ع فقمت إليه وسلمت عليه فقال يا احمد ان هذا الامر صائر إليك فلا تتعرض لولدي ولا تؤذهم فقلت السمع والطاعة يا أمير المؤمنين اه قوله وكان السبب في ذلك قرب النسب غير صحيح فكل أهل بيته الذين آذوا العلويين قريبو النسب ولم يسبب قرب نسبهم تقريب آل أبي طالب بل سببه توفيق من الله تعالى ليسعد من سعد ويشقى من شقي. وقال الطبري: في تاريخه في سنة 282 وجه محمد بن زيد العلوي من طبرستان إلى محمد بن ورد العطار باثنين وثلاثين ألف دينار ليفرقها على أهله ببغداد والكوفة ومكة والمدينة فسعي به فاحضر دار بدر وسئل عن ذلك فذكر انه يوجه إليه في كل سنة بمثل هذا المال فيفرقه على من يأمره بالتفرقة عليه من أهله فاعلم بدر المعتضد ذلك واعلمه ان الرجل في يديه والمال فذكر عن أبي عبد الله الحسني ان المعتضد قال لبدر يا بدر أما تذكر الرؤيا التي أخبرتك بها فقال لا يا أمير المؤمنين فقال أ لا تذكر اني حدثتك ان الناصر دعاني فقال لي اعلم أن هذا الامر سيصير إليك فانظر كيف تكون مع آل علي بن أبي طالب ع ثم قال لي رأيت في النوم كأني خارج من بغداد أريد ناحية النهروان في جيشي وقد تشوف الناس إلي إذ مررت برجل واقف على تل يصلي لا يلتفت إلي فعجبت منه ومن قلة اكتراثه بعسكري مع تشوف الناس إلى العسكر فأقبلت إليه حتى وقفت بين يديه فلما فرع من صلاته قال لي اقبل فأقبلت إليه فقال: أ تعرفني؟ قلت: لا: قال: انا علي بن أبي طالب خذ هذه المسحاة فاضرب بها الأرض لمسحاة بين يديه فأخذتها فضربت بها ضربات فقال لي انه سيلي من ولدك هذا الامر بقدر ما ضربت بها فاوصهم بولدي خيرا قال بدر فقلت بلى يا أمير المؤمنين قد ذكرت قال: فاطلق المال وأطلق الرجل وتقدم إليه ان يكتب إلى صاحبه بطبرستان ان يوجه ما يوجه به إليه ظاهرا وان يفرق محمد بن ورد ما يفرقه ظاهرا وتقدم بمعونة محمد على ما يريد من ذلك اه قال المسعودي ولما قتل محمد بن هارون محمد بن زيد العلوي أظهر المعتضد النكير لذلك والحزن تأسفا على قتله اه وفي نسمة السحر انه أمر ان يكتب على المنابر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب ع. قال الطبري وفي سنة 283 لعشر بقين من جمادى الأولى أمر المعتضد بالكتاب إلى جميع النواحي برد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الأرحام وابطال ديوان المواريث وصرف عمالها فنفذت الكتب بذلك وقرئت على المنابر اه أقول وهذه هي مسالة التعصيب وما أمر به المعتضد فيها موافق لمذهب أئمة أهل البيت ع الذين صح عنهم انهم قالوا الزائد عن السهام يرد على أصحاب السهام والعصبة