على ثقة من أنه لا يظهرها ثم أفرج عنه وأزال ما كان يطالبه به انتهى ثم قال الصدوق في عيون أخبار الرضا ع: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن الخضيب قال لما ولي الرضا ع العهد خرج إليه إبراهيم بن العباس ودعبل وأخوه رزين وكانوا لا يفترقون فقطعت عليهم الطريق فالتجأوا إلى أن يركبوا إلى بعض المنال حميرا كانت تحمل الشوك فقال إبراهيم:
أعيضت بعد حمل الشوك * احمالا من الحرف نشاوى لا من الخمرة * بل من شدة الضعف ثم قال لرزين أجز فقال:
فلو كنتم على ذا كم * تصيرون إلى القصف تساوت حالكم فيه * ولم تبقوا على الخسف ثم قال لدعبل أجز فقال:
إذا فات الذي فاتا * فكونوا من بني الظرف وخفوا نقصف اليوم * فاني بائع خفي ورواه أبو الفرج لكنه لم يقل انهم خرجوا إلى الرضا ع ولا قطعت عليهم الطريق وقال فباع خفه وانفقه عليهم. قال الصولي ما عرفت في أهل البيت شيئا من شعره الا أبياتا وجدتها بخط أبي قال أنشدني أخي لعمه في الرضا ع قوله:
كفى بفعال امرئ عالم * على أهله عادلا شاهدا ارى لهم طارفا مونقا * ولا يشبه الطارف التالدا يمن عليكم بأموالكم * وتعطون من مائة واحدا فلا حمد الله مستبصر * يكون لأعدائكم حامدا فضلت قسيمك في قعدد * كما فضل الوالد الوالد قال الصولي فنظرت في قوله فضلت قسيمك فوجدت الرضا ع والمأمون متساويين في قعدد النسب وهاشم التاسع من آبائهما.
قال الصدوق في عيون أخبار الرضا ع قال الحاكم أبو علي قال الصولي يعني أبا بكر محمد بن يحيى الصولي وإبراهيم عم أبيه: الدليل على أن اسم أم الرضا ع تكتم قول الشاعر يمدح الرضا ع:
ألا ان خير الناس نفسا ووالدا * ورهطا وأجدادا علي المعظم اتتنا به للعلم والحلم ثامنا * إماما يؤدي حجة الله تكتم قال وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس ولم اروه له وما لم يقع لي رواية وسماعا فاني لا أحققه ولا ابطله وهذا يدل على شدة ثبت السابقين في الرواية بل الذي لا أشك فيه انه لعم أبي إبراهيم بن العباس قوله: كفى بفعال امرئ عالم الأبيات الخمسة المتقدمة في ترجمة إبراهيم، قال الصولي: وجدت هذه الأبيات بخط أبي على ظهر دفتر له يقول فيه أنشدني أخي لعمه في علي يعني الرضا ع تعليق متوق فنظرت فإذا قسيمه في القعدد المأمون لان عبد المطلب هو الثامن من آبائهما جميعا، قال المؤلف قوله تعليق متوق اي انه كتب هذه الأبيات وعلقها على ظهر الدفتر تعليق متوق خائف حيث قال أنشدني أخي لعمه في علي فلم يصرح باسم أخيه ولا باسم عم أخيه ولم يبين الممدوح من هو من العليين لأن قوله: يعني الرضا من كلام أبي بكر لا أبيه ويمكن ان يكون أراد ان إبراهيم كتب الأبيات وعلقها تعليق متوق خائف فكنى فيها ولم يصرج فقال:
كفى بفعال امرئ عالم * على أصله عادلا شاهدا اي كفى بفعال آل أبي طالب شاهدا على طيب أصلهم ثم قال:
ارى لهم طارفا مونقا * ولا يشبه الطارف التالدا الطارف الحديث والتالد القديم كنى به عن بني العباس بان لهم طارفا مونقا بتوليهم الخلافة ولكن لا يشبه أصلهم بطيب أفعاله ثم قال:
يمن عليكم بأموالكم * وتعطون من مائة واحدا فلا حمد الله مستبصرا * يكون لأعدائكم حامدا فلم يصرح باسم المخاطبين والمراد آل أبي طالب وبأعدائهم بنو العباس أو هم وغيرهم ثم قال:
فضلت قسيمك في قعدد * كما فضل الوالد الوالدا فلم يصرح بالمخاطب والمراد الرضا ع وكنى عن المأمون بقسيمه في القعدد وقوله كما فضل الوالد الوالدا اي كما فضل أبوك أباه قال: وتكتم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الاشعار كثيرا قال الشاعر:
زار الخيالان فزادا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما قال الصولي: وكانت لإبراهيم بن العباس الصولي عم أبي في الرضا ع مدائح كثيرة أظهرها ثم اضطر إلى أن سترها وتتبعها فاخذها من كل مكان اه وتكنى وتكتم على بناء المجهول كل منهما اسم لامرأة كما في القاموس.
اخباره في معجم الأدباء: كان إبراهيم صديقا لمحمد بن عبد الملك الزيات فولي محمد الوزارة وإبراهيم على الأهواز فوجه إليه بأبي الجهم أحمد بن سيف وأمره بكشفه فتحامل عليه تحاملا شديدا فكتب إبراهيم إلى ابن الزيات وقيل كتبها إليه بعد ما عزل عن الأهواز واعتقل:
فلو أذنبا دهر وأنكر صاحب * وسلط أعداء وغاب نصير تكون عن الأهواز داري بنجوة * ولكن مقادير جرت وأمور واني لأرجو بعد هذا محمدا * لافضل ما يرجى أخ ووزير فلم يلتفت إليه ولج أبو الجهم في التحامل عليه فكتب إليه ثانيا يشكو أبا الجهم ويقول هو كافر لا يبالي ما عمل وهو القائل لما مات غلامه يخاطب ملك الموت:
تركت عبيد بني طاهر * وقد ملأوا الأرض عرضا وطولا وأقبلت تسعى إلى واحدي * ضرارا كان قد قتلت الرسولا فسوف أدين بترك الصلاة * واصطبح الخمر صرفا شمولا فقال محمد لعصبيته على إبراهيم ليس هذا الشعر لأبي الجهم وانما قاله إبراهيم ونسبه إليه فكتب إليه قد بلغت المدية المحز وعدت الأيام علي بعد عدواي بك عليها وكان أسوأ ظني وأكثر خوفي ان تسكن في وقت حركتها وتكف عند أذاتها فصرت أضر علي منها فكف الصديق عن نصرتي خوفا منك وبادر إلي العدو تقربا إليك وكتب تحت ذلك:
أخ بيني وبين الدهر * صاحب أينا غلبا صديق ما استقام وان * نبا دهر علي نبا