الشوشتري كتاب تحفة العالم وسماها باسمه وكان معاصرا له كما صرح به في خطبة التحفة قال ما تعريبه: السيد العالم ملجأ الأعاظم السيد أبو القاسم ابن السيد رضي من أكابر امراء دكن وفي جلالة الشأن مشهور الزمن بدر سماء الامارة مقصد طوائف الأمم من أطراف العالم بابه محط رحال العرب والعجم وهبه الله تعالى حسن الخلق ومهما ازدحمت عليه أصحاب الحوائج لا يتغير خلقه ويسعى في قضاء حوائجهم وحل مشكلاتهم ثم أخذ في شرح أحواله فقال إنه لما بلغ من العمر أربع سنين سلمه والده إلى السيد جواد ابن السيد عبد الله أخي السيد نعمة الله الشوشتري المشهور ليعلمه المبادئ فاخذ منه بعض المقدمات ولشدة شفقة أبيه عليه التزم هو بتعليمه وببركة أنفاسه ارتقى إلى درجة عالية في العربية وما بلغ سن الرشد حتى كلف من قبل الرؤساء والأعاظم بالمناصب الشرعية وفوضوا إليه رتبة الصدارة وكذلك كان مستغرقا بمباحثة العلوم وكان ذا هيئة حسنة ثم صار يصرف أوقاته في انشاد الشعر الفارسي وانشائه. ومن حوادث الزمان ونوادر الاتفاقات انه في حال فورة الشباب وربيع العمر ابتلي بالعشق وتعطل عن الدرس والمباحثة ورغب في الشعر ونظم في العشق أشعارا كثيرة في غاية المتانة فعرض له بسبب ذلك مرض شديد وبعد شهرين أو ثلاثة من الله تعالى عليه بالشفاء في الجملة وصار في دور النقاهة فوصف له بعض جهلاء الأطباء معجون خبث الحديد لجلب القوة ورفع النقاهة فرجع المرض إلى أصعب مما كان وانجر إلى فساد الدم وتوفي والده في تلك الأيام وبعد سنتين أو ثلاث من وفاة والده انتظمت أموره في الجملة وبقي مائلا إلى كسب الفضائل الصورية والمعنوية ولكن باغواء بعض الامراء الجاهلين وضع قدمه في مهام الديوان وارتقت منزلته عند النواب نظام الملك بهادر آصف جاه الثاني نظام علي خان وفي هذا الوقت صارت مملكة دكن مقسمة أربعة أقسام بين أربعة رؤساء ووقع الخراب والنفاق في المملكة فعقد المترجم معاهدة مع الإنكليز وذهب إلى كلكته لاتمام هذه المعاهدة فاستقبل بغاية الاحترام والتعظيم ثم عاد إلى حيدرآباد فأعطاه الأمير ضياعا وعقارات وانعم عليه ولقبه مير عالم بهادر وبقي مدة اثنتي عشرة سنة أو أربع عشرة والمخابرات مع الإنكليز منوطة برأيه وبذلك انسدت أبواب التعدي والظلم وكان بعض امراء الهند المسمى بيتو سلطان ابن حيدر قد استولى أبوه حيدر على بعض أراضي دكن واغتصبها من بعض راجهات الهند القدماء واستقل بها وجعل يتعدى على الحدود وبسبب عداوته للانكليز رغب الافرنسيين في اخذ البلاد الهندية فلما علم بذلك الأمير نظام علي خان والإنكليز أرسلوا إليه عدة اشخاص ينصحونه وينهونه عن ذلك فلم يقبل وأحالهم على لسان السيف والسنان فأرسل الأمير والإنكليز جيشا بقيادة إسكندر جاه بهادر ولد الأمير وجرت الحرب بينهم وبين عسكر بيتو سلطان في ثلاث وقعات ثم انهزم بيتو وطلب الصلح فقبل السردار الانكليزي على شرط ان يدفع بيتو كرتين من الروبيات والكرة عبارة عن خمسمائة ألف وان ينتزع منه بعض الولايات المتصلة بحدود المملكتين واخذ ولدين من أولاده رهينة لانقاذ شروط الصلح وبعد ذلك حضر المترجم إلى حيدرآباد وحضر بين يدي نظام علي خان بتمام الاعزاز وكان راتق وفاتق المهمات إلى سنة 1213 فنقض بيتو سلطان العهد فكتب إليه الأمير نظام علي خان ينصحه فلم يقنع فاجتمع عسكر الأمير وعسكر الإنكليز على قتاله وحصروه في القلعة وكان لمدافع الإنكليز التأثير العظيم في هدم أحد أبراج القلعة وفتحها وقتل بيتو سلطان واعطى القائد الانكليزي الأمان لأولاد بيتو وحبسهم مع من يتعلق بهم في بعض القلاع ورأى من المصلحة ان يأتي بأحد أولاد الراجهات السابقين الذي كان بيتو قد حبسه فأخرجه من الحبس وأمره مكان بيتو وليس له من الامارة الا الاسم واعطى للأمير نظام علي خان حصته من الغنائم أقول وهكذا كان الإنكليز يعبثون بهؤلاء الامراء الحمقى ويضربون بعضهم ببعض. قال:
ثم عاد المترجم إلى حيدرآباد وامر الأمير ان يستقبله أعيان الدولة إلى ثلاثة فراسخ ودخل المدينة بتمام الاجلال والاعظام. ومن ذلك الوقت بدأت حاله بالتنزل كما قيل إذا تم أمر بدا نقصه فحسده الامراء والأعيان وانتظروا الفرصة للوقيعة وبسبب مرافقته للانكليز الذين يعرفون قدر الرجال لم يقدروا ان ينالوه بسوء وفي سنة 1214 بحسب التقدير وسوء التدبير وقع نزاع بين المترجم ووكيل الأمير فوشى به بعض الأعاظم بتهمة الممالأة مع والإنكليز فاعتقل في بعض القلاع لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ولسان حاله ينشد:
محوت نقوش الجاه عن لوح خاطري * فاضحى كان لم تجر فيه قلام انست بلأواء الزمان وذله * فيا عزة الدنيا عليك سلام : الشيخ أبو عبد الله بن جلاب الكرخي البغدادي قتل سنة 449 في بغداد.
في كتاب أحسن القصص ودافع الغصص لأحمد بن نصر الله الدبيلي السندي كما في نسخة مخطوطة في الخزانة الرضوية انه في السنة المذكورة بعد استيلاء السلطان طغرل السلجوقي على بغداد والقبض على الملك الرحيم آخر ملوك آل بويه كان رئيس الرؤساء متعصبا فأذى أهل الكرخ اذى كثيرا وقتل أبو عبد الله بن جلاب من كبراء علماء الشيعة في محلة الكرخ اه.
: الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا محمد الإيرواني اسمه قاسم ولكنه اشتهر بأبي القاسم.
ولد ليلة السبت 18 محرم سنة 1187 في بلدة إيروان من بلاد أذربيجان وتوفي في تبريز سنة 1237 ودفن في مقبرة السيد حمزة في تبريز.
ذكره ميرزا عبد الحسين خان في كتابه مطارح الأنظار في تراجم أطباء الاعصار فقال ما ترجمته: هو ناسك مناسك الشريعة وسالك مسالك الطريقة طبيب خبير وحكيم بصير وفقيه بلا نظير قال في حقه الحاج زين العابدين الشيرواني في كتابه بستان السياحة ما ترجمته: فاضل غالي القيمة رفيع الدرجة متوحد في العلوم الصورية والفضائل المعنوية أصله من إيروان وقرأ العلوم العقلية في أصفهان وكمل العلوم النقلية في العراق في العتبات العالية لقيته في تبريز فوجدته شخصا محققا مجاهدا مرتضى ساح في العراقين وخرسان وآذربايجان واجتمع مدة طويلة بعلماء العصر وفضلاء الدهر ورأى جمعا من العرفاء ووصل إلى خدمة جماعة من مشايخ الزمان اه ثم قال صاحب المطارح كان والده الميرزا محمد أيضا من علماء إيروان ونقل بعض احفاده عن الآخوند ملا محمد الشهير بالفاضل الإيرواني النجفي أعلى الله مقامه ان آباء هذا الحكيم إلى عدة طبقات كانوا من العلماء والمترجم نفسه كان عالما صافي المشرب وعارفا عالي المطلب جامعا بين فضيلتي علم الظاهر وعلم الباطن له قدم ثابتة في الشريعة صادق في الطريقة والمجاهدة متوحد في أغلب العلوم والفنون من الأدبية والشرعية والذوقية والحكمية والطبية وعلاوة على سائر العلوم له مهارة كلية في علم الطب وله يد بيضاء في المعالجات ولكنه كان لا يقدم على المعالجة إذا وجد من يقوم بها غيره فإذا لم