ومن قد كوى قلبي بنار صدوده * ووكل اجفاني برعي الكواكب واجرى عيونا من عيوني لبعده * وأورى زناد الشوق بين الجوانب وكم حرسوه بالأسنة والظبي * فغادرتهم والليل في مسح راهب فهل من سبيل نحو سلمى لمغرم * سليم الحشا دامي الدموع السواكب وكان المترجم ليلة عند علي بك الأسعد فلم ينم علي بك تلك الليلة لكثرة البراغيث، فقال المترجم:
أ تخشى لسع برغوث حقير * وفي أثوابك الغراء ليث فلا يدنو لك البرغوث الا * لأنك للورى بر وغوث فاجازه عليها جائزة سنية. وبات المترجم ليلة بذي الكفل في العراق، فكان إذا غطى رأسه أكلته البراغيث وإذا كشف وجهه لسعه البعوض البق فقال:
وليلة باتت براغيثها * ترقص إذ غنى لها البق قد كدت من حزني وأفراحها * انشق لولا الفجر ينشق وقد خمس قصائد كثيرة منها قصيدة عبد الباقي العمري في أمير المؤمنين ع وقصيدة محمد امين العمري فيه أيضا وقصيدة الشيخ عبد الحسين آل محيي الدين في مدح آل الشيخ جعفر وغيرها.
رسائله النثرية ارسل هذه الرسالة إلى الشيخ عبيد الله بن صبغة الله أفندي الأشعري بعد عوده من العراق إلى جبل عامل. وهذه الرسالة من ضمن مجموعة بخط المؤلف تحتوي على قصائده الشعرية ورسائله النثرية وقف عليها الشيخ سليمان ظاهر كما ذكر في ديوان الشعر العاملي المنسي:
قلبي يحن إلى العراق ولم أكن * لا من رصافته ولا من كرخه لكن في بغداد لي من قربه * أشهى إلي من الشباب وشرخه بأبي الذي شوقي له شوق السقيم * إلى الشفاء أو الظليم لفرخه أو شوق أعرابية حنت إلى * طلل بنجد فارقته ومرخه قلبي أسير عنده دنف فقل * إن لم يحل أسيره فليرخه (1) أهدي من التسليمات رياضا تفتقت من اكمام الولاء أزهارها وتدفقت من ينابيع الوفاء أنهارها وسجعت بمحض الوداد أطيارها ورقت من رقة نسيم الاخلاص أصائلها واسحارها ومن التحيات قلائد نفائس بهر النيرين لألاء دررها وخرائد عرائس أنافت على الليل إذا عسعس بسواد طررها وعلى الصبح إذا تنفس ببياض غررها وعلى الشمس وضحاها بواضح محياها ومن الأثنية ما لو مسه محرم لأوجبنا عليه الفداء لأنه باشر طيبا أو استنشقه مقعد لراح وقد اوفى من ماء الحياة نصيبا، ومن الأدعية ما هبت عليه قبول القبول وتكلل بحصول السؤل على الوجه المأمول، إلى من ربته العلوم في حجرها وغذته من أفاويق درها حتى ترعرع وبرع فبنى باعرابه عن مضمرات الأحكام للدين قصرا مشيدا وأطلق أعنة الأفكار في اقتناص الفوائد فقيد منها الأوابد، ولله ذلك الاطلاق كيف صار تقييدا وتعاطى ذروة سنام المعالي فتمطاها ورمى الشوارد عن قسي الإصابة فما أخطأها وقفت مناهجه فضلاء عصره ومشت ادراجه نبلاء مصره، فهو مجازهم إلى كل حقيقة وقطبهم الذي تدور عليه رحى كل دقيقة والبليغ الكاسي وحشي الكلام طلاوة المألوف من حلاوة خطابه:
كالنحل يجني المر من زهر الربى فيصير شهدا في طريق رضابه والعضب الذي لا يفل والبعض الذي حوى الكل بلا كل:
جامع اشتات علوم الورى * فاستشهدن أقلامه تشهد وما على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في مفرد كما حوى كل حروف الهجا * بيت قصير فاستمع واعدد جامع فضل غوث مستصرخ * هش ذكي قطب عزندي (2) رابطة نظام العقيدة الأشعرية واسطة القلادة الجوهرية الحيدرية، التي صيغت بيد الاقدار على أحسن صيغة وصبغت من صبغة الله بأحسن صبغة وروى حديث قديم شرفها الاعلام بأقلام الألسنة وألسنة الأقلام وطار صيتها مدى دهر لأشهر وازدهت بها الزوراء على ما وراء النهر لما تضمنته من كل حبر بحبر الفضائل مشتمل وبحر تضرب إلى عذب شرائعه أكباد الإبل، فهم الذين جبلوا على حسن الشيم وطبعوا على طيب الخيم حتى فاح عبير أخلاقهم في كل ناد وغنى الحادي بما لهم من الأيادي في كل واد:
قد كاد من كرم الطباع وليدهم * يهب التمائم ليلة الميلاد وإذا امتطى مهدا فليس ينيمه * الا نشيد مدايح الأجداد ما رفعت راية من المعالي ونودي من لها الا كانوا أحق بها وأهلها فلينشر من أراد من ابكار أ فكاري اعلانا ولا يبالي من شكا قلبه من داء الحسد نيرانا:
كل حر في فضله عبد رق * لموال تديروا ما ورانا وأقروا لهم سوى من هواه * ترك القلب منه أغمي ورانا كم شفوا بالعلوم منا صدورا * كان فيها من جهلها ما ورانا سئلوا هل وراءكم من مرام * لمريد فقيل لا ما ورانا أعني به شمس الدين المشرقة في الآفاق شيخ مشايخ العراق على الاطلاق العلامة الذي أصبح العلم متقلدا منه بالصارم الهندي حضرة سيدنا المكرم عبيد الله ابن المرحوم المبرور صبغة الله أفندي أسال الله الذي جلت أسماؤه وأفعاله وتنزهت عن سمة الحروف والألفاظ كلماته وأقواله إن لا يزال ذلك العلم المفرد مناديا لدفع المعضلات ومستغاثا به في حل المشكلات مصغرا بالنسبة إليه والإضافة إلى ما لديه من غزارة الفهم البحر الخضم حائزا باختصاصه بين الجميع بالتقوى والتبريز مكسورا ضده مرفوعا في خفض من العيش مجده منصوبا على ذلك التمييز مرفها حاله منصرفا باله على ما فيه من العدل والمعرفة عن اشتغاله بالتنازع على الدنيا المتزخرفة.
وبعد فاني مذ طوحت بي طوائح الاغتراب وأناتني عن شرف تلك الأعتاب لم يزل الزمان يرمقني شزرا ويلحظني خزرا ويوسعني هجرا وهجرا ويمطيني غارب كل هجين وينيخ بي على كل واد وجين لا أسري منه الا في كل داج داجن ولا أرد الا على آجن يسومني خطة الأذى ويقلاني قلا المقلة للقذى، لكنه مع ذلك يزاول مني فتى قوي الشكيمة أبيا ويرعى مني مرعى وبيا ويستمري مني دمعا عصيا ويخوض مني غمرة الدأماء ويزاحم مني