ابتلي خذله. الغضب مفتاح كل شر. أقل الناس راحة الحقود. أورع الناس من وقف عند الشبهة. أعبد الناس من أقام على الفرائض. أزهد الناس من ترك الحرام. أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب. انكم في آجال منقوصة وأيام معدودة والموت يأتي بغتة. من يزرع خيرا يحصد غبطة، ومن يزرع شرا يحصد ندامة، لكل زراع ما زرع. لا يسبق بطئ بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له. من أعطي خيرا فالله أعطاه، ومن وقي شرا فالله وقاه. المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر. قلب الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه. لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض. من تعدى في طهوره كان كناقضه. ما ترك الحق عزيز الا ذل، ولا أخذ به ذليل الا عز. صديق الجاهل تعب. خصلتان ليس فوقهما شئ الايمان بالله ونفع الاخوان. جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره. ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون. خير من الحياة ما إذا فقدته بغضت الحياة وشر من الموت ما إذا نزل بك أحببت الموت. رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز. التواضع نعمة لا يحسد عليها. لا تكرم الرجل بما يشق عليه. من وعظ أخاه سرا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه. ما من بلية الا ولله فيها حكمة تحيط بها. ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.
المنقول من اعلام الدين من مدح غير المستحق فقد قام مقام المتهم، لا يعرف النعمة الا الشاكر ولا يشكر النعمة الا العارف. ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فان لكل يوم رزقا جديدا واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه فربما كانت الغير نوعا من أدب الله والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك وإنما تنالها في أوانها وأعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط، من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة، المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره ولا تدفع بالامساك عنها، من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلته كثر صديقه والثناء عليه وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه، السهر ألذ للمنام والجوع أزيد في طيب الطعام رغب به في صوم النهار وقيام الليل إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل، من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي.
المنقول من الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة إن للسخاء مقدارا فان زاد عليه فهو سرف، وللحزم مقدارا فان زاد عليه فهو جبن، وللاقتصاد مقدارا فان زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقدارا فان زاد عليه فهو تهور، وكفاك أدبا تجنبك ما تكره من غيرك. لو عقل أهل الدنيا خربت. خير اخوانك من نسي ذنبك وذكر احسانك إليه. أضعف الأعداء كيدا من أظهر عداوته. حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن. من أنس بالله استوحش من الناس وعلامة الأنس بالله الوحشة من الناس. من لم يتق وجوه الناس لم يتق الله.
جعلت الخبائث في بيته وجعل مفتاحه الكذب. إذا نشطت القلوب فأودعوها وإذا نفرت فودعوها. اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شره. من أكثر المنام رأى الأحلام. الجهل خصم والحلم حكم ولم يعرف راحة القلب من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ. إذا كان المقضي كائنا فالضراغة لماذا. نائل الكريم يجيبك إليه ويقربك منه ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغضك إليه. من كان الورع سجيته والافضال حليته انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه.
بعض احرازه في مهج الدعوات: حرز العسكري ع بسم الله الرحمن الرحيم يا مالك الرقاب ويا هازم الأحزاب يا مفتح الأبواب يا مسبب الأسباب سبب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين.
وروى الحميري في الدلائل عن أبي هاشم الجعفري قال كتب إلى أبي محمد بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء فكتب إليه أن أدع بهذا الدعاء:
يا أسمع السامعين ويا أبصر المبصرين ويا أنظر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا ارحم الراحمين ويا أحكم الحاكمين صل على محمد وآل محمد وأوسع لي في رزقي ومد لي بعمري وامنن علي برحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري.
كيفية وفاته قال المفيد في الارشاد: مرض أبو محمد ع في أول شهر ربيع الأول وتوفي في الثامن منه وروى الكليني في الكافي والصدوق في كمال الدين بسنديهما عن جماعة وبين الروايتين تفاوت بالزيادة والنقصان ونحن نجمع بينهما قالوا حضرنا في شعبان سنه ثمان وسبعين ومائتين بعد وفاة الحسن العسكري ع بثماني عشرة سنة أو أكثر مجلس أحمد بن عبيد الله بن خاقان وهو عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت فجرى في مجلسه يوما ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأى ومذاهبهم وصلاحهم واقدارهم عند السلطان فقال ما رأيت ولا أعرف بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وبني هاشم كافة وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك حاله عند القواد والوزراء والكتاب وعامة الناس كنت يوما قائما على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس إذ دخل حجابه فقالوا أبو محمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال ائذنوا له فتعجبت منه ومنهم من جسارتهم أن يكنوا رجلا بحضرة أبي ولم يكن يكنى عنده إلا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حديث السن له جلالة وهيئة حسنة فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطوات ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد وأولياء العهد فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه وصدره ومنكبيه وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه وجعل يكلمه ويفديه بنفسه وأبويه وأنا متعجب مما أرى منه إذ دخل الحاجب فقال جاء الموفق وهو أخو المعتمد الخليفة العباسي وكان الموفق إذا