البهي بن أبي رافع قال كان أبو أحيحة نرك جدي ميراثا فخرج يوم بدر مع ابنيه عبيد الله والعاصي فقتلوا ثلاثتهم كفارا فأعتق بنو سعيد انصباءهم غير خالد لأنه كان غضب على أبي رافع فكلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمره فابى ان يعتق أو يهب أو يبيع فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعتق نصيبه فكان أبو رافع يقول انا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما ولي عمرو بن سعيد المدينة ارسل إلى البهي فقال له من مولاك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضربه مائة سوط ثم قال له من مولاك فقال مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط فلما خاف ان يموت قال له انا مولاكم فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بن العاص مدحه البهي بن أبي رافع وهجا عمرو بن سعيد فهذا يبين ان صاحب هذه القصة غير أبي رافع والد عبيد الله إذ ليس في ولده أحد يسمى البهي انتهى باختصار فهذا مثال من عدل بني أمية واحترامهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فليهنا المشيدون بذكرهم والمفتخرون بماثرهم وأفعالهم قال المبرد في الكامل ويروى ان عبيد الله بن أبي رافع اتى الحسن بن علي بن أبي طالب فقال انا مولاك فقال في ذلك مولى لتمام بن عباس بن عبد المطلب يعذله ويعيره:
جحدت بني العباس حق أبيهم * فما كنت في الدعوى كريم العواقب متى كان أولاد البنات كوارث * يحوز ويدعى والدا في المناسب قال أبو العباس المبرد يريد ان العباس أولي بولاء مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لان العم مدعو والدا في كتاب الله تعالى وهو يحوز الميراث وقال رجل من الثقفيين أنشدت مروان بن أبي حفصة هذين البيتين فوقع عندي انه من هذا اخذ قوله:
انى يكون وليس ذاك بكائن * لبني البنات وراثة الأعمام ألغى سهامهم الكتاب فما لهم * ان يشرعوا فيه بغير سهام وقال طاهر بن علي بن سليمان بن عبد الله بن العباس للطالبيين:
لو كان جدكم هناك وجدنا * فتنازعا فيها لوقت خصام كان التراث لجدنا من دونه * فحواه بالقربى وبالاسلام حق البنات فريضة معروفة * والعم أولي من بني الأعمام قال المؤلف وقال بعض شعراء الشيعة يرد على مروان بن أبي حفصة:
انى يكون ولا يكون ولم يكن * لبني الطليق وراثة الأعمام لبني البنات نصيبهم من جدهم * والعم متروك بغير سهام ثم قال في الاستيعاب وعقب أبو رافع أشراف بالمدينة وغيرها عند الناس وزوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمى مولاته فولدت له عبيد الله بن أبي رافع وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشهدت معه خيبر وكان عبد الله بن أبي رافع خازنا وكاتبا لعلي رضي الله عنه وشهد أبو رافع أحدا والخندق وما بعدهما من المشاهد ولم يشهد بدرا واسلامه قبل بدر الا انه كان مقيما فيما ذكروا واختلفوا في وقت وفاته فقال الواقدي مات بالمدينة قبل قتل عثمان بيسير وقيل مات في خلافة علي روى عنه ابنا عبيد الله والحسن وعطاء بن يسار انتهى ملخصا وفي الإصابة بعد ما ذكر اعتاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم له على نحو ما مر عن الاستيعاب قال والمحفوظ أنه أسلم لما بشر العباس بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتصر على أهل خيبر في قصة جرت وكان اسلامه قبل بدر ولم يشهدها وشهد أحد وما بعدها من روى عنه أبو رافع في الإصابة وتهذيب التهذيب روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن عبد الله بن مسعود من روى عن أبي رافع في الإصابة وتهذيب التهذيب روى عنه أولاده رافع والحسن وعبيد الله والمتمرد ويقال المغيرة وسلمى واحفاده الحسن وصالح وعبيد الله أولاد علي بن أبي رافع والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع وعلي بن الحسين بن علي وأبو سعيد المقري وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وأبو غطفان بن طريف المري وعمرو بن الشريد بن سويد الثقفي وحصين والد داود وسعيد مولى ابن حزم وشرحبيل بن سعد وغيرهم انتهى.
أقول روى في أسد الغابة حديثا بسنده عن حماد بن سلمه عن عبد الرحمن بن أبي رافع عن عمته سلمى عن أبي رافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي تهذيب التهذيب عبد الرحمن بن أبي رافع ويقال ابن فلان بن أبي رافع روى عن عبد الله بن جعفر وعن عمه عن أبي رافع وعن عمته سلمى عن أبي رافع وعنه حماد بن سلمه انتهى ويظهر من النجاشي ان أبا رافع جد أبيه لا أبوه ولا جده فإنه ذكر في سند رواية هكذا حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع فحينئذ فتكون سلمى بنت عبيد الله بن أبي رافع أخت محمد. وفي المشتركات عبد الله بن محمد بن أبي رافع عن أبيه عنه.
مؤلفاته قد علم مما مر أن له كتاب السنن والأحكام والصلاة والصيام والحاج والزكاة والقضايا.
إبراهيم أبو السفاتج يكنى أبا إسحاق.
السفتجة بفتح السين والتاء ان يعطي مالا لآخر وللآخر مال في بلد المعطي فيوفيه إياه هناك فيستفيدا من الطريق والسفاتج جمع سفتجة بضم السين والتاء وهي كتاب صاحب المال لوكيله بان يدفع عنه: معرب سفته وهي المسماة اليوم بالحوالة أو الشك.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع فقال إبراهيم أبو السفاتج يكنى أبا إسحاق وقيل إنه يكنى أبا يعقوب ومن قال هذا قال اسمه إسحاق بن عبد العزيز انتهى وقال ابن الغضائري نعرف حديثه تارة وننكره أخرى ويجوز ان يخرج شاهدا انتهى ويأتي في إسحاق بن عبد العزيز وإسحاق بن عبد الله ما يرتبط بالمقام.
إبراهيم يكنى أبا محمد ذكره الشيخ في رجال الهادي ع.
الشيخ إبراهيم بن إبراهيم بن فخر الدين العاملي البازوري.
العاملي نسبة إلى جبل عامل وفي الأصل يقال جبال بني عاملة أو جبل عاملة ثم لكثرة الاستعمال قيل جبل عامل نسبة إلى عاملة بن سبا الذي أصله من اليمن وسبا هو الذي تفرق أولاده بعد سيل العرم حسبما نص عليه القرآن الكريم حتى ضرب بهم المثل فقيل تفرقوا يدي سبا وكانوا عشرة