وقرأ على الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، وغيره من مشاهير عصره، وسافر إلى الحج ودخل على أمير مكة وعلى رأسه عمامة خضراء، فقال له من الشريف؟ قال ابن عم لك! قال إلى من ينسب؟ قال إلى مطاعن وهو أحد أجداد أمير مكة فقام الأمير وناداه: إلي إلي وأجلسه إلى جنبه ورحب به وجرى بينهما ذكر نسبهما، فانشده الأمير هذا البيت:
من كان طعنا في أبيه وامه * فليعتقد طعنا بال مطاعن ولما توفي رثته شعراء عصره، منهم الشيخ صالح الحريري بقصيدة أولها:
سرت خفاف المهاري تحمل الشرفا فما لك اليوم لا تقضي بها أسفا ويقول في آخرها مؤرخا:
فان دعوتم فتاريخي مجيبكم * فعيش احمد في دار النعيم صفا ومنهم الشيخ جابر الكاظمي الشاعر الشهير بقصيدة أولها:
تردى العلى أثواب عيش منكد * وأظلم أفق المجد بعد توقد ومنهم الشيخ محمد سعيد النجفي بقصيدة أولها:
قبة العلم من امال بناها * فاستفز لأعلام من علماها ومنهم السيد عباس البغدادي بقصيدة أولها:
هدت قواعد سؤدد الأمجاد * وتبرقعت شمس الهدى بسواد وقوله أيضا من قصيدة أولها:
لم يبق عيش في البرية يحمد * مذ غاب عن عين المعالي احمد أولاده خلف من الأولاد: السيد محمد والسيد حسين والسيد علي والسيد مهدي والسيد مرتضى وكلهم علماء أفاضل اه.
3748: ناصر الدين أحمد بن حيدر بن محمد الشيرازي صاحب رسالة الارشاد في الأصطرلاب يظن أن الصواب في اسمه ناصر الدين حيدر بن محمد الشيرازي وقد ترجمناه هناك.
3749: احمد الحيزري ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين، وفي نسخة بدل احمد الحيزري أبو نصر أحمد بن الحروري اه، فليراجع ويضبط.
3750: الشيخ أبو العباس أحمد بن خاتون العاملي العيناثي نسبة إلى عيناثا بعين مهملة مفتوحة ومثناة تحتانية ساكنة ونون وثاء مثلثة بين ألفين من قرى جبل عامل، خرج منها كثير من العلماء وآل خاتون بيت علم قديم في جبل عامل أصلهم من إميه قرية قرب ارشاف هي اليوم خراب وفيها تلقبوا بخاتون وكانت ملكا لآل السبيتي فاشتراها منهم أهل دبل بثمن بخس، ثم سكنوا عيناثا ثم جويا وهم من آل جمال الدين ابن خاتون وقيل كان لقبهم بيت البوريني، ونقل العالم المؤرخ الشيخ علي بن محمد السبيتي العاملي الكفراوي في كتابه الجوهر المجرد في شرح قصيدة علي بك الأسعد انه اطلع على خط أحد قدمائهم انهم بيت الزاهد المعروفين ببيت أبو شامه ويقال لهم بيت الشامي تصحيفا وخاتون لفظ غير عربي معناه السيدة وهو اسم أم لهم نسبوا إليها، وسبب ذلك على ما ذكره الشيخ علي السبيتي المذكور في كتابه المذكور انه كان أحد أجدادهم من العلماء في قرية أمية وان السلطان الغوري لما طاف البلاد نزل على مرج دبل المعروف بسهل حزور جنوب أمية في فم الوادي المسمى بوادي العيون من بلاد بشارة القبلية، فسال عن صاحب أمية، فقيل له شيخ علم عنده تلاميذ فطلب حضوره فامتنع الشيخ عن الحضور واعتذر بأنه درويش منقطع في بيته، وكان الملك ذا علم ومعرفة وعنده بعض التاله، فعظم الشيخ في عينه وسار إليه حتى دخل بنفسه في موضع تدريسه فتأدب وأظهر الخشوع وطلب منه اكمال الدرس، ثم اعتذر له الشيخ عن عدم الحضور بالحديث: إذا رأيتم العلماء بباب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك، وإذا رأيتم الملوك بباب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء، فنبل الشيخ عند الملك وزوجه ابنته الملقبة بالخاتون، فسمي بنوه من يومئذ بني الخاتون وذكرنا هذا الخبر في الجزء الخامس في إبراهيم بن حسن بن خاتون بنحو ربما خالف ما هنا وما ذكرناه هنا أصح وأثبت وخرج منهم في عيناثا جماعة كثيرة من أكابر العلماء قلما اتفق خروج أمثالهم من قطر واحد وبلد واحد في أعصار متتالية، واليهم كانت الرحلة، وقصدهم ناصر البويهي لطلب العلم من العراق ملا عبد الله التستري إلى عيناثا مستجيزا كما ستعرف، ثم توطنوا في الأعصار الأخيرة قرية جويا من جبل عامل، وسترى في هذا الكتاب عددا غير قليل من علمائهم.
في أمل الآمل: ان المترجم شريك الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الكركي في الإجازة يرويان عن الشيخ شمس الدين محمد بن خاتون العاملي، وكان عالما فاضلا عابدا جليلا اه ويأتي جمال الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن خاتون العاملي العيناثي، وان صاحب الأمل قال إنه يروى عن أبيه ويروي عنه الشهيد الثاني، ويحتمل اتحاده مع هذا لاتحاد الطبقة وروايتهما معا عن شمس الدين محمد بن خاتون، وبذلك جزم في روضات الجنات فجعلهما واحدا اسمه أحمد بن شمس الدين محمد ولقبه جمال الدين وكنيته أبو العباس، وكذا غيره كما ستعرف، فيكون صاحب الأمل جعل اللقب لواحد والكنية لآخر وجعل لهما ترجمتين وهما رجل واحد. وذكر صاحب الأمل أيضا شخصين آخرين من آل خاتون كل منهما يسمى احمد وهما أحمد بن خاتون العاملي العيناثي الآتي بعد هذا معاصر صاحب المعالم، وأحمد بن نعمة الله بن خاتون الراوي عن الشهيد الثاني واتحادهما أيضا محتمل لاتحاد الطبقة وبه جزم في الروضات أيضا كما ستعرف، فالمذكور في الأمل أربعة ولكل واحد منهم ترجمة مستقلة والمحقق منهم اثنان أحمد بن شمس الدين محمد وحفيده أحمد بن نعمة الله علي بن أحمد بن شمس الدين محمد.
3751: الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيناثي في أمل الآمل: معاصر للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني كان عالما فاضلا زاهدا عابدا أديبا جرى بينه وبين الشيخ حسن أبحاث انتهت إلى الغيظ والمباعدة اه ويحتمل اتحاده مع أحمد بن نعمة الله علي بن خاتون الآتي لاتحاد الطبقة برواية ذاك عن الشهيد الثاني ومعاصرة هذا لابنه والله أعلم ، وبذلك جزم في روضات الجنات كما مر. ووجدنا في بعض المجاميع قصيدة للشيخ أحمد بن خاتون العاملي يرثي بها الحسين ع، ولم نعلم أنها لأي هؤلاء الأربعة أو الاثنين