ويقتلع الأدواء بالحلو مرة * واخرى إذا لم ينجح الحلو بالمر ويعفو عن الجاني ويجبر كسره * وقد لا يكون الجبر الا مع الكسر ويا رب أقوام أقاموا على الشقا * شقاقا ومن جهل أصروا على الامر فحذرهم دهرا وانذرهم فلم...
وهل ينفع التحذير والوعظ معشرا * رعاعا غدوا من غمرة الغي في سكر ولما أبوا الا العناد وصمموا...
رماهم باجناد تلف بمثلها * من العزم ما يغني عن الجحفل المجر وقاد إليهم كل أشوس فاتك * بمصطدم الابطال أقدم من عمرو وأصلف في الهيجاء من متنمر * وفي السلم أحيا من مخدرة بكر كبكر حليف المجد والأروع الذي * حوى رتبا من دونها واقع النسر أمير نظام ما سرى في كتيبة * إلى الحرب الا عاد بالفتح والنصر ولما رأوا غلب الفوارس أقبلت * تهاوى كعقبان على ضمر شقر وبيض الظبا مشهورة ترمق الطلى * معطشة اكبادها لدم النحر وسمر القنا تهوى الصدور مواردا * وترنو إلى الأكباد بالأعين الخزر ولم يجدوا من دافع لمدافع * غدت نارها تشوي الوجوه على الجمر نووا هربا والرعب سد عليهم * فم السهل فانحازوا إلى المنهج الوعر وفروا كان لم تغن عنهم حصونهم * وقد علموا ان لا محيص عن الفر فأوسعهم عفوا وأصدر عنهم * صدور العوالي والمهندة البتر وقد أصبح القطر العراقي لابسا * من العدل بردا نشره طيب النشر وأرجاؤه مطلولة الروض غضة * تميس من الأفراح في حلل خضر ترنحها أيدي المسرات والهنا * كما رنحت أيدي الصباطرة النهر وتسجع للاقبال فيها عنادل * كما رجعت في الدوح صادحة القمري وما في البرايا غير مسد لنامق * برود ثناء نمقتها يد الشكر مشير له دون الأعاظم أصبحت * تشير بنان المجد والعز والفخر أجل وجيوش المسلمين به اغتدت * ومنظمة الأجناد مشدودة الأزر وأضحى به عبد المجيد مؤيدا * كما أيدت كفاه بالأنمل العشر أخو همم لم يلف في الصيد مثله * لقرن إذا اصطك العوالي ولا ثغر أنظم فيه جوهر المدح عالما * بان علاه لا يحيط بها شعري وأطرب مهما رحت أطري مديحه * بنظمي فلم أبرح به مطربا مطري فلما وصلت إليه أعجب بها غاية الاعجاب على أنه لم يزد من مجازاتي على أن كتب إلي في الجواب: اما بعد فقد وصلت إلينا قصيدتك الفائقة وفريدتك الرائقة وهديتك السنية وتحفة مدحتك البهية، وقد وقعت لدينا في محل المحبوبية والمقبولية وصرنا لك من اجلها في كمال الممنونية والمحظوظية بارك الله تعالى فيك ما أحسن قوافيك وأطيب نفحات فيك وكثر أمثالك في البرية ووفقك لصالح الأعمال الخيرية انتهى ملخصا، فكأنني انما امتدحته رغبة بصالح دعائه ومحبة لجميل ثنائه لا طلبا لمزيد حبائه، ومن ثم وفر نصيبي منهما وما كان أغناني عنهما.
قال: ولما ارسل السلطان أمجد علي شاة ملك الهند إلى مولانا المؤتمن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر دام مجده أموالا يلتمس بناء حضرة سيدنا الشهيد بأرض الكوفة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه سارع مولانا المشار إليه في تشييد أركان تلك الحضرة وأتقن صحنها واحكم سورها وبنى إلى جانبها مأذنة فطلب مني أيده الله نظم تاريخ فنظمت هذا التاريخ سائلا من الله عز اسمه ان يعطينا على ذلك الثواب الجزيل فقلت:
ان سلطان سلاطين الملا * فخر أرباب المعالي والدول حارس الاسلام حامي حوزة * الدين والايمان أعلى من عدل ذو النهى أمجد علي شاة الذي * منح التاج وبالملك استقل اصيد كم ملك سامي الذرى * في حمى ظل معاليه استظل ومليك دين آل المصطفى * عز في أيامه والكفر ذل وأغر لاح في أفلاكه * كوكبا علم وهدى وعمل سيدانا المولويان ومن * كل فضل حويا من غير كل أورداه منهل العلم الذي * كرعا من عذبه نهلا وعل فجرى جري أبيه في الندى * والحيا من فيض كفيه استهل رمق الدنيا فلما ان رأى * مربع الفضل بكوفان اضمحل بذل الأموال لله وما راح * الا وهو اوفى من بذل وأمد الأوحدي الماجد العلم * المفضال مولانا الاجل عيلم العلم ومشكاة الهدى * فخر أهل العصر والغر الأول لا يباري شاوه النجم علا * وفخارا عز باريه وجل بأبي عبد الحسين اجتمعت * جمل الفضل وبالحسن اكتمل ان ترده تلف بحرا طاميا * أو ترد تفصيل ما أجملت سل شاد من أركان اعلام الهدى * ودعامات المعالي ما نزل وبنى في الكوفة الغراء ما * طال فخرا وعلى الشعرى اطل حضرة القدس التي في ضمنها * مسلم بل مهجة الاسلام حل ناصر السبط وحاميه ومن * كان للدين حساما لا يفل وبها أعلى لهاني منزلا * ومقاما دونه الجوزا محل سيد المصر منيع الجار لا * يختشي في جانب الله العذل واستنار الأفق من مأذنة * أذن الله بان ترقى زحل لهج الذاكر في تاريخها * علنا حي على خير العمل وقال مهنئا السيد صالح القزويني بقدومه من البصرة:
يا صالح الفعل والمولى الكريم ومن * يعزى لاشرف خلق الله من مضر ومن سحائب كفيه متى وكفت * كفت جميع الورى عن واكف المطر ومن متى أزهرت نورا خلائفه * يثمرن درا وكم نور بلا ثمر انى يقاس بك الأدنى وهل أحد * يحكيك في سؤدد سام وفي خطر أين الحصى ونجوم الأفق مزهرة * وأين وجه الثرى من هالة القمر ان جاد غيرك أحيانا فكم سبح * العافون في بحر جود منك منهمر لله أوصافك الغرا التي سطعت * نورا يفوق سناء الأنجم الزهر لانت أكرم من يولي الجميل ومن * يعم بالفيض أهل البدو والحضر ان جدت جدت بلا وعد يكون وان * تكن توعدت تعفو عفو مقتدر تالله ان زمانا أنت فيه قضى * بالعدل في كل ما تهوى ولم يجر فليهنئن بك دهر فيك أزهر * وليجرر على كل دهر ذيل مفتخر ولتنعمن كل عين للورى كحلت * بنور طلعة ذاك المنظر النضر لا زلت كهفا منيعا في الوجود ومن * يأوي بظلك مأمونا من الحذر ولا برحت مدى الأيام في دعة * وصفو عيش ومن ناواك في كدر قال وقلت في مدح ذي الرياستين والي بغداد الحاج محمد نجيب باشا بلغه الله ما شاء:
براك آله البرايا نجيبا * فليس النهى فيك أمرا عجيبا أتتك الوزارة تبغي الفخار * فوافت من المجد ظلا رحيبا