القدح بأدنى سبب وقل ما اتفق ذلك خصوصا في المشاهير وهذه مزية ظاهرة لهذا الشيخ الجليل ولقوة هذه الأسباب وتعاضدها وتأيد بعضها ببعض قالوا إن حديثه حسن في أعلى درجات الحسن وهذا القدر مما لا ريب فيه وإنما الكلام في توثيقه وصحة حديثه والأصح عندي أنه ثقة صحيح الحديث ويدل على ذلك وجوه الأول ما ذكره ولده الثقة الثبت المعتمد في خطبة تفسيره المعروف فإنه قال ونحن ذاكرون ومخبرون بما انتهى إلينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ثم أنه روى معظم كتابه هذا عن أبيه رض ورواياته كلها حدثني أبي وأخبرني أبي إلا النادر اليسير الذي رواه عن غيره ومع هذا الاكثار لا يبقى الريب في أنه مراد في عموم قوله مشايخنا وثقاتنا فيكون ذلك توثيقا له من ولده الثقة وعطف الثقات على المشايخ من باب تعاطف الأوصاف مع اتحاد الموصوف والمعنى مشايخنا الثقات وليس المراد به المشايخ غير الثقات والثقات غير المشايخ كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام الثاني توثيق كثير من المتأخرين كما سبق النقل عنهم ولا يعارضه عدم توثيق الأكثر لما عرفت من اضطراب كلامهم ولأن غايته عدم الاطلاع على السبب المقتضي للتوثيق فلا يكون حجة على المطلع لتقدم قول المثبت على النافي ودعوى حصر الأسباب ممنوعة فان في الزوايا خبايا وكثيرا ما يقف المتأخر على ما لم يطلع عليه المتقدم وكذا الشأن في المتعاصرين ولذا قبلنا توثيق كل من النجاشي والشيخ لمن لم يوثقه الآخر أو لم يوثقه من تقدم عليهما نعم يشكل ذلك مع تعيين السبب وخفاء الدلالة وأكثر الموثقين هنا لم يستند إلى سبب معين فيكون توثيقه معتبرا الثالث تصحيح الحديث من أصحاب الاصطلاح كالعلامة والشهيدين وغيرهما في كثير من الطرق المشتملة عليه كما أشرنا إلى نبذ منها ولا ينافيه الوصف بالحسن منهم في موضع آخر فان اختلاف النظر من الشخص الواحد في الشئ الواحد كثير الوقوع ونظر الاثبات مقدم على نظر النفي وهو في الحقيقة من باب تقدم المثبت على النافي فإنه أعم من اختلافهما بالذات أو الاعتبار الرابع اتفاق الأصحاب على قبول روايته مع اختلافهم في حجية الحسن وفي الاكتفاء في ثبوت العدالة بحسن الظاهر فلا بد من وجود سبب مجمع على اعتباره يكون هو المنشأ في قبول الكل أو البعض وليس الا التوثيق الخامس ما ذكره الأصحاب في شانه أنه أول من نشر أحاديث الكوفيين بقم وهذا الوجه وإن رجع إلى سابقه فان التقريب فيه تلقي القميين من أصحابنا أحاديثه بالقبول إلا أن العمدة فيه ملاحظة أحوال القميين وطريقتهم في الجرح والتعديل وتضييقهم أمر العدالة وتسرعهم إلى القدح والجرح والهجر والاخراج بأدنى ريبة كما يظهر من استثنائهم كثيرا من رجال نوادر الحكمة وطعنهم في يونس بن عبد الرحمن مع جلالته وعظم منزلته وإبعادهم لأحمد بن محمد بن خالد من قم لروايته عن المجاهيل واعتماده على المراسيل وغير ذلك مما يعلم بتتبع الرجال فلو لا أن إبراهيم بن هاشم عندهم بمكان من الثقة والاعتماد لما سلم من طعنهم وغمزهم بمقتضى العادة ولم يتمكن من نشر الأحاديث التي لم يعرفوها إلا من جهته في بلدهم ومن ثم قال في الرواشح ومدحهم إياه بأنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم كلمة جامعة وكل الصيد في جوف الفرا ولعل قول العلامة فيما تقدم نقله عنه ولا على تعديله بالتنصيص إشارة إلى استفادة تعديله منه فإنه حكى ذلك عن الأصحاب ثم عقبه بهذا الكلام فان نشر الحديث وإن يكن صريحا في التوثيق إلا أنه مستفاد منه بالتقريب الذي ذكرناه والمدار على فهم التوثيق وإن لم يصرح بلفظه وهذه الوجوه التي ذكرناها وإن كان كل منها كافيا في إفادة المقصود إلا أن المجموع مع ما أشرنا إليه من أسباب المدح كنار على علم انتهى رجال بحر العلوم أقول الرجل في أعلى درجات الوثاقة ولا يحتاج اثبات وثاقته إلى كل هذه الإطالة وإنما الذي اوقعهم في هذا الارتباك عدم تصريح القدماء بوثاقته بقولهم ثقة وذلك إنما كان منهم لظهور وثاقته عندهم ووضوحها فلم يحتاجوا ان ينصوا عليها ولم يعلموا أنه سيجئ بعدهم من يشكك فيها فاكتفوا في وصفه ببيان ما لعله يخفى من صفاته مثل أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم ونحو ذلك ولا يخفى أن الذي ورد فيه وعلم من حاله أقوى في الدلالة على الوثاقة من قول رجل عن شخص لم يشاهده ولم يدرك غيره ثقة وأمثال ذلك. وذكره ابن حجر في لسان الميزان بهذه الترجمة وقال أصله كوفي وهو أول من نشر حديث الكوفيين بقم قال أبو الحسن بن بابويه في تاريخ الري وقدم الري مجتازا وأدرك محمد بن علي الرضا ولم يلقه روى عن أبي هدبة الراوي عن انس وعن غيره من أصحاب جعفر الصادق منهم حماد بن عيسى غريق الجحفة روى عنه ابنه علي ومحمد بن يحيى العطار وجعفر الحميري وأحمد بن إدريس وغيرهم انتهى.
مشايخه في رجال بحر العلوم روى عن خلق كثير منهم إبراهيم ابن أبي محمود الخراساني وإبراهيم بن محمد الوكيل الهمداني وأحمد بن محمد بن أبي نصر وجعفر بن محمد بن يونس والحسن بن الجهم والحسن بن علي الوشاء والحسن بن محبوب وحماد بن عيسى وحنان بن سدير والحسين بن سعيد والحسين بن يزيد النوفلي والربان بن الصلت وسليمان بن جعفر الجعفري وسهل بن اليسع وصفوان بن يحيى وعبد الرحمن بن الحجاج وعبد الله بن جندب وعبد الله بن المغيرة وعبد الله بن ميمون القداح وفضالة بن أيوب ومحمد بن أبي عمير ومحمد بن عيسى بن عبيد ويحيى بن عمران الحلبي والنضر بن سويد وغيرهم.
تلاميذه في رجال بحر العلوم روى عنه أجلاء الطائفة وثقاتها كأحمد بن إدريس القمي وسعد بن عبد الله الأشعري وعبد الله بن جعفر الحميري وابنه علي بن إبراهيم ومحمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن الحسن الصفار ومحمد بن علي بن محبوب ومحمد بن يحيى العطار انتهى وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم بأنه ابن هاشم برواية ابنه علي ومحمد بن أحمد بن يحيى وأحمد بن إسحاق بن سعد عنه.
460: إبراهيم بن هراسة تقدم في ابن أبي هراسة بن رجاء.
461: إبراهيم بن هرمة اسمه إبراهيم بن علي بن سلمة.
462: إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي مات سنة 238 في ميزان الاعتدال: عن أبيه ومعروف الخياط وعنه ابنه احمد ويعقوب الفسوي والفريابي وابن قتيبة والحسن بن سفيان وطائفة. وهو