فقال يا ولدي عمري الآن ستمائة سنة وعشرون سنة ولي عنه الآن مائة سنة قال الشعراني فقلت ذلك لسيدي علي الخواص فوافق على عمر المهدي رضي الله عنهما.
الثامن السيد جمال الدين عطاء الله بن السيد غياث الدين فضل الله بن السيد عبد الرحمن المحدث المعروف في روضة الأحباب في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآل والأصحاب.
وهو كتاب فارسي ذكره صاحب كشف الظنون فقال روضة الأحباب فارسي لجلال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي النيسابوري المتوفي سنة ألف في مجلدين بالتماس الوزير مير عليشير بعد الاستشارة مع أستاذه وابن عمه السيد أصيل الدين عبد الله وعن تاريخ الخميس أنه عده في أول كتابه من الكتب المعتمدة قال في روضة الأحباب على ما حكي عنه ما ترجمته كلام في بيان الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن ع الميلاد السعيد لذلك الذي هو در صدف الولاية وجوهر معدن الهداية في منتصف شعبان سنة 255 في سامرة وقيل في الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 258 وأم تلك الدرة العالية أم ولد اسمها صيقل أو سوسن وقيل نرجس وقيل حكيمة وذلك الامام ذو الاحترام متوافق في الكنية والاسم مع خير الأنام عليه وآله تحف الصلاة والسلام ويلقب بالمهدي المنتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان وكان عمره عند وفاة أبيه الأعظم على أقرب الروايات إلى الصحة خمس سنين وروي سنتان وأعطاه الله الحكمة والكرامة في حال الطفولية مثل يحيى بن زكريا س وأوصله في وقت الصبا إلى مرتبة الإمامة الرفيعة وغاب في سرداب سر من رأى سنة مائتين وخمس وستين أو ست وستين على اختلاف القولين في زمان الخليفة المعتمد ثم ختم كلامه بأبيات فارسية في خطاب المهدي ع وطلب ظهوره.
التاسع الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه بارسا الحنفي في فصل الخطاب.
عن الكفوي في اعلام الأخيار أنه قال في حقه قرأ العلوم على علماء عصره وكان مقدما على أقرانه وحصل الفروع والأصول وبرع في المعقول والمنقول وكان شابا قد أخذ الفقه عن قدوة بقية اعلام الهدى الشيخ الامام العارف الرباني أبي طاهر محمد بن علي بن الحسن الظاهري ثم ذكر سلسلة مشائخه في الفقه وأنه أخذ من صدر الشريعة وأنهاها إلى الامام الأعظم أبي حنيفة قال وهو أعز خلفاء الشيخ الكبير خواجة بهاء الدين نقشبند الخ وقال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر الطريقة النقشبندية وأنها تنتهي إلى الشيخ العارف بالله خواجة بهاء الدين النقشبندي وذكر جملة من مناقبه ومحاسن طريقته ما لفظه ومن جملة مشائخ هذه الطريقة الشيخ العارف بالله تعالى خواجة محمد بارسا البخاري وهو من جملة أصحاب خواجة بهاء الدين المذكور وقال شيخه له بمحضر من أصحابه الأمانة التي وصلت إلي من مشايخ طريقتنا هذه وجميع ما اكتسبته في هذه الطريقة سلمتها كلها إليك فقبل خواجة محمد بارسا وقال شيخه في آخر حياته في غيبته المقصود من ظهوري وجوده وربيته بطريق الجذبة والسلوك فلو اشتغل بذلك لتنور منه العالم ووهب له شيخه صفة الروح في وقت وقصته مشهورة ووهب له أيضا في وقت آخر بركة النفس وكان مظهرا لمضمون قوله ع أن من عباد الله تعالى من لو أقسم على الله لابره ولقنه الذكر الخفي وأذن له في تعليم آداب الطريقة للطالبين ثم قال إنه مر في طريقه للحج بصغانيان وترمذ وبلخ وهراة وزار المزارات كلها وأكرمه علماء تلك البلاد ومشائخها وعظموه غاية التعظيم ورأوا مشاهدته وخدمته غنيمة عظيمة ثم ذكر أنه توفي بالمدينة المنورة وصلى عليه المولى شمس الدين الفناري ودفن بجوار قبر عباس رضي الله عنه اما كتابه فصل الخطاب فهو كتاب معروف مشهور ذكره في كشف الظنون فقال فصل الخطاب في المحاضرات للحافظ الزاهد محمد بن محمد الحافظي من أولاد عبيد الله النقشبندي البخاري المعروف بخواجه بارسا المتوفي بالمدينة المنورة سنة 822 وترجمته لأبي الفضل موسى بن الحاج حسين الأزنبقي وأمير بادشاه محمد البخاري نزيل مكة قال في فصل الخطاب على ما حكي عنه ما لفظه ولما زعم أبو عبد الله جعفر بن أبي الحسن علي الهادي رضي الله عنه أنه لا ولد لأخيه أبي محمد الحسن العسكري رضي الله عنه وادعى أن أخاه الحسن العسكري رضي الله عنه جعل الإمامة فيه سمي الكذاب وهو معروف بذلك وأبو محمد الحسن العسكري ولده محمد رضي الله عنهما معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله ويروى أن حكيمة بنت أبي جعفر محمد الجواد عمة أبي محمد الحسن العسكري كانت تحبه وتدعو له وتتضرع إلى الله أن ترى له ولدا وكان أبو محمد الحسن العسكري اصطفى جارية يقال لها نرجس فلما كان ليلة النصف من شعبان سنة 255 دخلت حكيمة عند الحسن العسكري فقال لها يا عمة كوني الليلة عندنا لأمر فأقامت كما رسم فلما كان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إليها حكيمة فوضعت نرجس المولود المبارك فلما رأته حكيمة أتت به أبا محمد الحسن العسكري رضي الله عنه وهو مختون مفروع منه فاخذه وأمر يده على ظهره وعينيه وأدخل لسانه في فمه وأذن في أذنه اليمنى وأقام في الأخرى ثم قال يا عمة اذهبي به إلى أمه فذهبت به وردته إلى أمه قالت حكيمة ثم جئت من بيتي إلى أبي محمد الحسن العسكري رض فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهاء والنور ما أخذ بمجامع قلبي فقلت سيدي هل عندك من علم في هذا المولود المبارك فتلقيه إلي فقال اي عمة هذا المنتظر هذا الذي بشرنا به قالت حكيمة فخررت لله تعالى ساجدة شكرا على ذلك قالت ثم كنت أتردد إلى أبي محمد الحسن العسكري فلا أرى المولود فقلت له يوما يا مولاي ما فعل سيدنا ومنتظرنا قال استودعناه الذي استودعته أم موسى ع ابنها وذكر في حاشية الكتاب كما حكي عنه حكاية المعتضد العباسي المتقدم نقلها عن الجامي في شواهد النبوة وبعض علامات قيام المهدي ع إلى أن قال والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى ومناقب المهدي رض صاحب الزمان الغائب عن الأعيان الموجود في كل زمان كثيرة وقد تظاهرت الأخبار على ظهوره وإشراق نوره يجدد الشريعة المحمدية ويجاهد في الله حق جهاده ويطهر من الأدناس أقطار بلاده زمانه زمان المتقين وأصحابه خلصوا من الريب وسلموا من العيب وأخذوا بهديه وطريقه واهتدوا من الحق إلى تحقيقه به ختمت الخلافة والإمامة وهو الامام من لدن مات أبوه إلى يوم القيامة وعيسى ع يصلي خلفه ويصدقه على دعواه ويدعو إلى ملته التي هو عليها والنبي صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الملة.
العاشر العارف عبد الرحمن من مشايخ الصوفية في مرآة الاسرار وهو الذي ينقل عنه الشاه ولي الله الهندي الدهلوي والد الشاه