272: أبو الحسن أو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: قتل على ما قاله أبو نصر البخاري لخمس بقين من ذي القعدة سنة 145 وهو ابن 48 سنة وقال أبو الحسن العمري قتل في ذي الحجة من السنة المذكورة وحمل ابن أبي الكرام الجعفري رأسه إلى مصر وكان قتله بباخمرى. في معجم البلدان: باخمرى موضع بين الكوفة وواسط وهو إلى الكوفة أقرب قالوا بين باخمرى والكوفة سبعة عشر فرسخا بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب ع فقتل إبراهيم هناك فقبره بها إلى الآن يزار وإياها عنى دعبل بن علي بقوله:
وقبر بأرض الجوزجان محله وقبر ببلخمرى لدى الغربات انتهى. والغرب بفتحتين شجر وفي رجال فخر الدين الطريحي عند ذكر النسب في لأحمري أحمر قرية قريبة من الكوفة وهي التي قتل فيها إبراهيم بن عبد الله من ولد النفس الزكية انتهى واستظهر بعضهم أنه أراد به المترجم واستفاد أن أحمر هي باخمرى قال وبين الشنافية والكوفة مكان يعرف بالأحيمر وفيه قبر يعرف بقبر إبراهيم. أقول الظاهر أنه غيره لأن النفس الزكية لقب محمد بن عبد الله بن الحسن أخي المترجم.
أمه في عمدة الطالب: امه وأم أخويه محمد وموسى الجون هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب.
كنيته في عمدة الطالب يكنى أبا الحسن وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين عن عمر بن شبة أنه يكنى أبا الحسن وأن كل إبراهيم في آل أبي طالب يكنى بذلك قال وأما قول سديف لإبراهيم:
أيها أبا إسحاق هنئتها في نعم تترى وعيش طويل أذكر هداك الله وتر الأولى سير بهم في مصمتات الكبول فإنما قال ذلك على مجاز الكلام وللضرورة في وزن الشعر إلى ذلك.
أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب رجاله في رجال الصادق ع وقال ابن النديم في الفهرست: إبراهيم بن عبد الله بن حسن شاعر مقل. وفي مقاتل الطالبيين كان إبراهيم جاريا على شاكلة أخيه محمد في الدين والعلم والشجاعة والشدة وفي عمدة الطالب كان إبراهيم من كبار العلماء في فنون كثيرة انتهى وكان شاعرا متضلعا باللغة العربية واسرارها عارفا باخبار العرب وأيامهم وأشعارهم روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة إبراهيم بن يحيى بن المبارك العذري ان إبراهيم بن عبد الله كان جالسا ذات يوم وفي مجلسه أبو عمرو بن العلاء أحد علماء العربية المشهورين فسال إبراهيم عن رجل من أصحابه فقده فقال لبعض من حضره اذهب فسل عنه فرجع فقال تركته يريد أن يموت فضحك منه بعض القوم وقال في الدنيا انسان يريد أن يموت فقال إبراهيم لقد ضحكتم منها عربية أن يريد بمعنى يكاد قال الله تعالى جدارا يريد ان ينقض اي يكاد قال أبو عمرو لا نزال في خير ما كان فينا مثلك وزاد أبو الفرج ان أبا عمرو قبل رأسه.
أخباره قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: كان قويا أيدا كان مع أخيه محمد عند أبيهما فوردت ابل لمحمد فيها ناقة شرود لا يرد رأسها شئ فجعل إبراهيم يحد النظر إليها فقال له محمد كان نفسك تحدثك انك رادها قال نعم قال إن فعلت فهي لك فوثب إبراهيم فجعل يتغير لها ويتستر بالإبل حتى إذا أمكنته هايجها وأخذ بذنبها فاحتملته وأدبرت تمخض بذنبها حتى غاب عن عين أبيه فقال لمحمد عرضت أخاك للهلكة فمكث حينا ثم عاد فقال له محمد زعمت أنك رادها فالقى ذنبها وقد انقطع في يده انتهى وإبراهيم بن عبد الله هو الذي جمع كتاب المفضليات المشهور المنسوب إلى المفضل الضبي جمع منها أولا سبعين قصيدة ثم أتمها المفضل فصارت مائة وعشرين روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين أن إبراهيم نزل على المفضل الضبي صاحب المفضليات المشهور في وقت استتاره وكان المفضل زيديا قال فكنت اخرج واتركه فقال لي انك إذا خرجت ضاق صدري فاخرج إلي شيئا من كتبك أتفرج به فأخرجت إليه كتبا من الشعر فاختار منها السبعين قصيدة وكتبها مفردة في كتاب فلما قتل أظهرتها فنسبها الناس إلي وهي القصائد التي تسمى اختيار المفضل السبعين القصيدة قال ثم زدتها وجعلتها تتمة مائة وعشرين فلما خرج خرجت معه فتمثل:
مهلا بني عمنا ظلامتنا * ان بنا سورة من العلق لمثلكم تحمل السيوف ولا * تغمز أحسابنا من الرقق اني لأنمى إذا انتميت إلى * عز عزيز ومعشر صدق بيض سباط كان أعينهم * تكحل يوم الهياج بالزرق فقلت ما أجود هذه الأبيات وأفحلها فلمن هي قال يقولها ضرار بن الخطاب الفهري يوم عبر الخندق على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتمثل بها علي ع يوم صفين والحسين ع يوم الطف وزيد بن علي يوم السبخة ويحيى بن زيد يوم الجوزجان ونحن اليوم فتطيرت له من تمثله بأبيات لم يتمثل بها أحد إلا قتل ثم أتاه نعي أخيه فانفجر باكيا فجعلت أعزيه فقال لي اني والله في هذا كما قال دريد بن الصمة:
تقول أ لا تبكي أخاك وقد أرى * مكان البكا لكن بنيت على الصبر أبى القتل الا آل صمة انهم * أبوا غيره والقدر يجري على القدر الأبيات ثم ظهرت لنا جيوش أبي جعفر فتمثل:
نبئت ان بني خزيمة اجمعوا * أمرا تدبره لتقتل خالدا ان يقتلوني لا تصب أرماحهم * ثاري ويسعى القوم سعيا جاهدا ارمي الطريق وان رصدت بضيقه وأنازل البطل الكمي الحاردا فقلت من يقول هذا الشعر يا ابن رسول الله قال يقوله خالد بن جعفر بن كلاب في اليوم الذي لقيت فيه قيس تميما. وأقبلت عساكر أبي جعفر فطعن رجلا وطعنه آخر فقلت له أ تباشر الحرب بنفسك وإنما العسكر منوط بك فقال إليك عني يا أخا بني ضبة فاني كما قال عويف القوافي أخو فزارة كأنه ينظر إلينا في يومنا هذا:
ألمت جساس وإلمامها * أحاديث نفس وأحلامها ثمانية من بني مالك * تطاول في المجد أعمامها