التصانيف ورووه من الأصول ولم أجد منهم أحدا استوفى ذلك ولا ذكر أكثره بل كان منهم كان غرضه ان يذكر ما اختص بروايته وأحاطت به خزائنه من الكتب ولم يتعرض أحد باستيفاء جميعه الا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله رحمه الله فإنه عمل كتابين أحدهما في المصنفات والآخر ذكر فيه الأصول واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا واخترم هو رحمه الله وعمد بعض ورثته إلى اهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكى لي بعضهم عنهم اه. ويعلم من ذلك أنه أول من صنف في فهرست كتب أصحابنا واستوفى ذلك، وأول من صنف في فهرس كتب أصحابنا المعروفة بالأصول، وفي رجال بحر العلوم: ومن هذا يعلم أن الشيخ رحمه الله لم يقف على كتب هذا الشيخ وظن هلاكها كما أخبر به ولم يكن الامر كذلك لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها واخباره عنها وقد بقي بعضها إلى زمان العلامة فإنه قال في ترجمة محمد بن مصادف اختلف قول ابن الغضائري فيه ففي أحد الكتابين انه ضعيف وفي الآخر انه ثقة وقال عمر بن ثابت ضعيف جدا قاله ابن الغضائري وقال في كتابه الآخر طعنوا عليه وليس عندي كما زعموا وهو ثقة اه ثم إن السيد مصطفى التفريشي في كتابه نقد الرجال قال في احمد انه مصنف كتاب الرجال المقصور على الضعفاء، وقد صرح العلامة في ترجمة عمر بن ثابت ان له كتابين حيث قال ضعيف جدا قاله ابن الغضائري وقال في كتابه الآخر طعنوا عليه من جهة وليس كما زعموا وهو ثقة اه ويظهر من النجاشي في ترجمة أحمد بن أبي عبيد الله البرقي ان أحمد بن الحسين له كتاب آخر وهو كتاب التاريخ ومن موضع آخر ان له كتابين آخرين أحدهما في خصوص الممدوحين والآخر مقصور على المذمومين فيحتمل انهما الكتابان اللذان أشار إليهما الشيخ وان من اخبره بتلفهما أو عدم نسخهما غير صادق أو تلفت نسخة الأصل بعد ما نسخهما من لم يعلم به الشيخ وهو الظاهر أو انهما غيرهما وهو بعيد.
مؤلفاته له 1 كتاب في الجرح 2 كتاب في الموثقين 3 كتاب في ذكر المصنفات 4 كتاب في ذكر الأصول 5 كتاب التاريخ ذكره الشيخ في الفهرست وكتاب الجرح كله مدرج في كتاب الجامع في الرجال لابن طاووس وانما أدرجه حرصا على بقائه.
3710: أحمد بن الأحجم المروزي (1) في ميزان الاعتدال ذكر ابن الجوزي في الموضوعات له هذا حدثنا أبو معاذ النحوي عن أبيه عن عائشة رض قالت يا رسول الله ما لك إذا أقبلت فاطمة جعلت لسانك في فمها قال يا عائشة ان الله أدخلني الجنة فناولني جبرائيل تفاحة فأكلتها فصارت في صلبي فلما نزلت من السماء واقعت خديجة الحديث. قلت فاطمة ولدت قبل الوحي واحمد هذا قال فيه ابن الجوزي قالوا كان كذابا اه أقول مر في الجزء الثاني من هذا الكتاب انها ولدت بعد البعثة بسنة رواه الحاكم في المستدرك وابن عبد البر في الاستيعاب وابن حجر في الإصابة أو بعد البعثة بخمس سنين وهو المروي عن الباقر ع والمشهور بين أصحابنا نعم قال جماعة من علماء أهل السنة انها ولدت قبل البعثة بخمس سنين فجزم الذهبي بأنها ولدت قبل الوحي ليبطل هذا الحديث في غير محله ومن ذلك قد يستظهر ان المترجم شيعي وان نسبته إلى الكذب أو الوضع لروايته مثل هذا الحديث الذي لا تتحمله نفوسهم وابن الجوزي قد عد أحاديث في الموضوعات صححها العلماء واعترضوا عليه فيها.
3711: أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط بن إبراهيم أبو الأزهر العبدي النيسابوري.
توفي سنة 263 أو 261.
الظاهر تشيعه لما سيأتي ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ ووصفه بالحافظ الثقة الرحال الجوال ثم قال قيل إن أبا الأزهر لما أنكر عليه ابن معين حديثه عن عبد الرزاق في الفضائل قال حلفت ان لا أحدث به حتى أتصدق بدرهم. وقال في ميزان الاعتدال أحمد بن الأزهر النيسابوري الحافظ اتهمه يحيى بن معين في رواية ذاك الحديث عن عبد الرزاق ثم إنه عذره قال ابن عدي هو بصورة أهل الصدق. قلت بل هو كما قال أبو حاتم صدوق وقال النسائي وغيره لا باس به وقد أدرك كبار مشيخة الكوفة عبد الله بن نمير وطبقته وحدث عنه جلة ولم يتكلموا فيه الا لروايته عن عبد الرزاق عن معمر حديثا في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل فقال أبو حامد بن الشرقي السبب فيه ان معمرا كان له ابن أخت رافضي فادخل هذا الحديث في كتبه وكان معمر مهيبا لا يقدر أحد على مراجعته فسمعه عبد الرزاق في الكتاب. قلت وكان عبد الرزاق يعرف الأمور فما جسر يحدث بهذا الأثر الا أحمد بن الأزهر ولغيره كذا فقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجاري عن عبد الرزاق فبرئ أبو الأزهر من عهدته اه.
وفي تهذيب التهذيب قال ابن خراش سمعت محمد بن يحيى يثني عليه وقال أبو عمرو المستملي عن محمد بن يحيى أبو الأزهر من أهل الصدق والأمانة وسئل مسلم بن الحجاج عنه فقال اكتب عنه وقال صالح جزرة صدوق وقال النسائي والدارقطني لا باس به وقال أبو حاتم صدوق وقال ابن شاهين ثقة نبيل وذكره ابن حبان في الثقات وقال أحمد بن يحيى بن زهير التستري لما حدث أبو الأزهر بحديث عبد الرزاق في الفضائل يعني عن معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي فقال أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة الحديث أخبر بذلك يحيى بن معين فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى من هذا الكذاب النيسابوري الذي يحدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث فقام أبو الأزهر فقال هو ذا انا فتبسم يحيى فقال اما انك لست بكذاب وتعجب من سلامته وقال الذنب لغيرك في هذا الحديث قال أبو حامد بن الشرقي هو حديث باطل والسبب فيه ان معمرا كان له ابن أخ رافضي وكان معمر يمكنه من كتبه فادخل عليه هذا الحديث قال الخطيب أبو بكر وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي النجاري الصنعاني عن عبد الرزاق فبرئ أبو الأزهر من عهدته وقال ابن عدي أبو الأزهر بصورة أهل الصدق عند الناس واما هذا الحديث فعبد الرزاق من أهل الصدق وهو ينسب إلى التشيع فلعله شبه عليه اه. أقول يلوح من هذا تشيع أبي الأزهر والذهبي يرد الأحاديث بشهادة قلبه وبأقوال متعصبين أمثاله والأحاديث لا ترد بالهوى الذي سماه