كنيته أبو الحسن ويقال أبو الحسن الثالث.
لقبه قال ابن طلحة: ألقابه الناصح والمتوكل والفتاح والنقي والمرتضى وأشهرها المتوكل. وكان يخفي ذلك ويأمر أصحابه ان يعرضوا عنه لكونه كان لقب الخليفة اه أقول واشتهر بالهادي وبالنقي.
وفي المناقب: ألقابه النجيب المرتضى الهادي النقي العالم الفقيه الأمين المؤتمن الطيب العسكري اه وعرف بالعسكري وعرف هو وابنه الحسن بالعسكريين. قال الصدوق في العلل ومعاني الاخبار سمعت مشائخنا رضي الله عنهم يقولون إن المحلة التي كان يسكنها الإمامان علي بن محمد والحسن بن علي ع بسر من رأى كانت تسمى عسكرا فلذلك قيل لكل واحد منهما العسكري اه وفي أنساب السمعاني:
العسكري نسبة إلى عسكرا سر من رأى الذي بناه المعتصم لما كثر عسكره وضاقت عليه بغداد وتأذى به الناس فانتقل إلى هذا الموضع بعسكره وبنى به البنيان المليح وسمي سر من رأى ويقال سامرة وسامرا وسميت العسكر لأن عسكر المعتصم نزل بها وذلك في سنة 221 اه وهو يدل على أن عسكرا اسم لمجموع سامرا.
نقش خاتمه حفظ العهود من أخلاق المعبود وقيل الله ربي وهو عصمتي من خلقه وقيل من عصى هواه بلغ مناه.
بوابه عثمان بن سعيد العمري.
شاعره العوفي والديلمي ومحمد بن إسماعيل بن صالح الصيمري.
أولاده خلف من الأولاد أبا محمد الحسن ابنه الامام من بعده والحسين ومحمدا توفي في حياة أبيه وجعفرا وهو الذي ادعى الإمامة بعد وفاة أخيه الحسن العسكري وعرف بجعفر الكذاب وابنته عائشة أو عليه.
صفته في خلقه وحليته في الفصول المهمة: صفته أسمر اللون.
صفته في أخلاقه واطواره.
في مناقب ابن شهرآشوب، كان أطيب الناس مهجة وأصدقهم لهجة وأملحهم من قريب وأكملهم من بعيد إذا صمت علته هيبة الوقار وإذا تكلم سماه البهاء وهو من بيت الرسالة والإمامة ومقر الوصية والخلافة شعبة من دوحة النبوة منتضاة مرتضاة وثمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتباة.
ويأتي في سيرة العسكري ع قول عبيد الله بن يحيى بن خاقان لو رأيت أباه رجلا جليلا جزلا خ ل نبيلا خيرا فاضلا. وفي شذرات الذهب كان فقيها إماما متعبدا.
مناقبه وفضائله أحدها العلم فقد روي عنه في تنزيه الباري تعالى وتوحيده وفي أجوبة المسائل وأنواع العلوم الشئ الكثير.
فمما جاء عنه في تنزيه الباري تعالى ما رواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول أنه قال: إن الله لا يوصف الا بما وصف به نفسه وانى يوصف الذي تعجز الحواس ان تدركه والأوهام ان تناله والخطرات ان تحده والابصار عن الإحاطة به نأى في قربه وقرب في نايه كيف الكيف بغير ان يقال كيف وأين الأين بلا ان يقال أين هو منقطع الكيفية والأينية الواحد الاحد جل جلاله وتقدست أسماؤه.
ثانيها الحلم ويكفي في ذلك حلمه عن بريحة بعد ما وشى به إلى المتوكل وافترى عليه وتهدده كما يأتي.
ثالثها الكرم والسخاء قال ابن شهرآشوب في المناقب دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد وأحمد بن إسحاق الأشعري وعلي بن جعفر الهمداني على أبي الحسن العسكري فشكا إليه أحمد بن إسحاق دينا عليه فقال يا عمرو وكان وكيله ادفع إليه ثلاثين ألف دينار والى علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار وخذ أنت ثلاثين ألف دينار قال فهذه معجزة لا يقدر عليها إلا الملوك وما سمعنا بمثل هذا العطاء اه.
وفي المناقب: قال إسحاق الجلاب اشتريت لأبي الحسن ع غنما كثيرة يوم التروية فقسمها في أقاربه.
رابعها الهيبة والعظمة في قلوب الناس في إعلام الورى بسنده عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال كنت مع أبي على باب المتوكل وانا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي وجعفري ونحن وقوف إذ جاء أبو الحسن فترجل الناس كلهم حتى دخل فقال بعضهم لبعض لمن نترجل؟ لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا والله لا ترجلنا له فقال أبو هاشم الجعفري والله لتترجلن له صغرة إذا رأيتموه فما هو إلا أن اقبل وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم. فقال لهم أبو هاشم أ ليس زعمتم انكم لا تترجلون له فقالوا له والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
مجئ الهادي ع من المدينة إلى سامراء قال المفيد في الارشاد: كان سبب شخوص أبي الحسن ع إلى سر من رأى أن عبد الله بن محمد كان يتولى الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فسعى بأبي الحسن ع إلى المتوكل وكان يقصده بالأذى. وقال المسعودي في إثبات الوصية ان بريحة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين كتب إلى المتوكل إن كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي بن محمد منها فإنه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير. وتابع بريحة الكتب في هذا المعنى. وقال سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص قال علماء السير: انما اشخصه المتوكل من المدينة إلى بغداد لأن المتوكل كان يبغض عليا وذريته فبلغه مقام علي الهادي بالمدينة وميل الناس إليه فخاف منه، فدعا يحيى بن هرثمة وقال اذهب إلى المدينة وانظر في حاله وأشخصه إلينا قال يحيى فذهبت إلى المدينة فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله خوفا على علي وقامت الدنيا على ساق لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا فجعلت أسكنهم واحلف لهم إني لم أؤمر فيه بمكروه وإنه لا باس عليه ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي وأحسنت عشرته.
قال المفيد: وبلغ أبا الحسن ع سعاية عبد الله بن محمد به فكتب