وفيها توفي أبو الحسن محمد بن أحمد المافروخي كاتب معز الدولة وكتب له بعده أبو بكر بن أبي سعيد.
وفي سنة 349 استأمن أبو الفتح أخو عمران بن شاهين إلى معز الدولة فأكرمه وأحسن إليه.
وفي سنة 350 مرض معز الدولة مرضا شديدا بعسر البول والحصى والرمل ثم عوفي فعزم على الانتقال من بغداد إلى الأهواز لأنه اعتقد ان ما يعتريه من الأمراض بسبب مقامه ببغداد فانحدر إلى كلواذي فأشار عليه أصحابه بالتريث لأنهم خافوا على بغداد أن تخرب بانتقال دار الملك عنها ثم أشاروا عليه أن يبني دارا في أعلى بغداد لتكون أرق هواء وأصفى ماء ففعل وبنى داره في موضع المسناة المعزية وأنفق عليها ثلاثة عشر ألف ألف درهم فاحتاج إلى مصادرة جماعة من أصحابه.
وفي سنة 352 توفي الوزير المهلبي وزير معز الدولة فقبض معز الدولة أمواله وذخائره قال ابن الأثير: وكان كريما فاضلا ذا عقل ومروءة فمات بموته الكرم ونظر في الأمور بعده أبو الفضل العباس بن الحسين الشيرازي وأبو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس من غير تسمية لأحدهما بوزارة.
ملك معز الدولة الموصل وعوده عنها كان قد استقر الصلح بين معز الدولة وناصر الدولة على ألف ألف درهم يحملها ناصر الدولة كل سنة ثم بذل زيادة ليكون اليمين أيضا لوالده أبي تغلب فضل الله الغضنفر معه فيحلف معز الدولة لهما فلم يجب إلى ذلك وسار معز الدولة سنة 353 إلى الموصل فلما قاربها سار ناصر الدولة إلى نصيبين وملك معز الدولة الموصل واستخلف عليها وسار إلى نصيبين فلما قاربها سار عنها ناصر الدولة فدخلها وملكها وخاف ان يخالفه ناصر الدولة إلى الموصل فعاد إليها وكان أبو تغلب بن ناصر الدولة قد قصد الموصل وحارب من بها فكانت الدائرة عليه فاحرق سفن معز الدولة وانصرف ولما بلغ معز الدولة ظفر أصحابه أقام ببرقعيدة فبلغه أن ناصر الدولة بجزيرة ابن عمر فرحل إليها فلم يجده بها واجتمع ناصر الدولة وأولاده وعساكره وقصدوا الموصل فقتلوا وأسروا كثيرا من أصحاب معز الدولة وقواده وملكوا جميع ما خلفه من مال وسلاح وحمل الجميع إلى قلعة كواشي فقصده معز الدولة فسار إلى سنجار فعاد معز الدولة إلى نصيبين فسار أبو تغلب بن ناصر الدولة فنزل بظاهر الموصل فسار معز الدولة إلى الموصل ففارقها أبو تغلب وقصد الزاب وراسل معز الدولة في الصلح فاجابه لأنه علم أنه متى فارق الموصل عادوا وملكوها ومتى أقام بها أغاروا على النواحي فعقد عليه ضمان الموصل وديار ربيعة والرحبة وما كان في يد أبيه واطلاق من عندهم من الاسرى وعاد إلى بغداد.
وفي سنة 354 سير معز الدولة عسكرا إلى عمان فدخل أميرها نافع في طاعته وخطب له وضرب اسمه على الدينار والدرهم فلما عاد العسكر عنه وثب به أهل عمان فاخرجوه وسلموا البلد إلى القرامطة وهرب نافع إلى معز الدولة فلقيه بواسط وهو يحارب عمران بن شاهين فجهز الجيش والمراكب إلى عمان وساروا سنة 355 وانضم إليهم بسيراف الجيش الذي جهزه عضد الدولة نجدة لعمه معز الدولة فاجتمعوا ودخلوا عمان وخطب لمعز الدولة فيها وقتل من أهلها مقتلة عظيمة وأحرقت مراكبهم وهي 89 مركبا.
ثم مرض معز الدولة وهو يحارب عمران بن شاهين فاصعد إلى بغداد وخلف العسكر بواسط ووعدهم العود فلما وصل بغداد اشتد مرضه وتوفي سنة 356. الشيخ أحمد بن البيصاني من مشائخ الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن أبي جامع العاملي ذكره صاحب رياض العلماء في باب الكنى من كتابه عند ذكر أبي القاسم بن طي العاملي فقال إنه يروي عن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن داود المؤذن الجزيني العاملي كذا يظهر من بعض إجازات الشيخ أحمد بن البيصاني للشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن أبي جامع العاملي اه ولعل البيصاني مصحف عن البياضي. الأمير أحمد الدنبلي.
ابن الأمير بيك ابن الأمير أبي المظفر جعفر شمس الملك ابن عيسى ابن يحيى بن جعفر الثاني بن سليمان بن أحمد بن موسى بن عيسى بن موسى بن يحيى البرمكي وزير هارون الرشيد.
في آثار الشيعة الإمامية: كان المولى جلال الدين الرومي صاحب المثنوي من خواص صاحب الترجمة أحدث رباطات وعمارات عديدة دفن في مقبرته جنب جبل سنقار وآثارها إلى الآن باقية وهي قرية صغيرة تعرف ببابا احمد اه ويأتي في أحمد بن موسى بيان تشيع الدنابلة ونسبهم وأحوالهم على الاجمال ويأتي الأمير أحمد خان الدنبلي وكانه غير هذا. الشيخ محي الدين أحمد بن تاج الدين العاملي الميسي ذكره بهذا العنوان صاحب أمل الآمل في باب الأحمدين والصواب انه محي الدين بن أحمد فلذلك ذكرناه في باب محي الدين. ميرزا أحمد التبريزي الخطاط المشهور وجد بخطه كتاب الأدعية المأثورة وفي حواشيه أسانيد الأدعية بالفارسية تاريخ كتابته سنة 1151 توجد نسخته في الخزانة الرضوية ولعله من جمع أحمد ميرزا المذكور. وله كتاب الأدعية من جمعه في مجلدين توجد نسخته بخطه في مكتبة مدرسة سبهسالار في طهران فرع من أحدهما سنة 1130 ومن الآخر سنة 1143 وهو غير الأدعية المأثورة المتقدم. ملا أحمد التبريزي الكوزكناني توفي في 5 ربيع الأول سنة 1326 أو 27 في الكاظمية زائرا ونقلت جنازته إلى النجف الأشرف ودفن في مقبرة الشيخ حسن المامقاني.
والكوز كناني نسبة إلى كوزكنان بضم الكاف وسكون الواو وفتح الزاي وضم الكاف ونونين بينهما ألف قرية كبيرة من نواحي تبريز بينها وبين أرمية تبين منها بحيرة أرمية كما في مراصد الاطلاع.
من مؤسسي حزب المشروطة في الغري وكان عالما فاضلا ذكيا متوقد الفهم يروي عن الشيخ حسن المامقاني وهو من تلاميذه.
مؤلفاته 1 كتاب هداية الموحدين في أصول الدين ثلاثة مجلدات كبار بالفارسية. 2 روضة الأمثال فيها كل آية فيها لفظ مع تفسيرها. 3 ايقاظ العلماء رسالة صغيرة والثلاثة مطبوعة في تبريز. 4 رسالة في السلطنة المشروطة والاستبدادية قال بعض المعاصرين عند ذكرها كأنه يريد بذلك معنى قولي:
تغيرت الدنيا وأصبح شرها * يروح بافراط ويغدو بتفريط إلى أين يمضي من يروم سلامة * وما الناس الا مستبد ومشروطي وله شعر كثير بالفارسية.