فوقف بحذاء أبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأخرجت الجنازة وخرج يمشي حتى خرج بها إلى الشارع وكان أبو محمد صلى عليه قبل ان يخرج إلى الناس وصلى عليه لما اخرج المعتمد ثم دفن في دار من دوره وصاحت سر من رأى يوم موته صيحة واحدة وقيل لابنه أبي محمد ع في شق ثيابه فقال للقائل يا أحمق ما يدريك ما هذا قد شق موسى على هارون ع.
أبو محمد الحسن العسكري ابن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه قال المسعودي في اثبات الوصية: حملت به بالمدينة وولدته بها فكانت ولادته ومنشؤه مثل ولادة آبائه صلى الله عليه وآله وسلم ومنشئهم اه وقال المفيد ولد بالمدينة اه وقيل ولد بسامراء والصحيح الأول. يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر وقيل يوم اثنين رابعه وقيل في العاشر منه وقيل في ربيع الأول سنة 231 أو 232 للهجرة وقال المسعودي في اثبات الوصية: كانت سن أبيه يوم ولادته ست عشرة سنة وشهور وشخص إلى العراق بشخوص والده إليها وله أربع سنين وشهور اه.
وتوفي بسر من رأى يوم الجمعة مع صلاة الغداة وقيل يوم الأربعاء وقيل يوم الأحد في 8 ربيع الأول وقيل أول يوم منه سنة 260 مرض في أوله وبقي مريضا ثمانية أيام وتوفي. وعمره 29 أو 28 سنة أقام منها مع أبيه 23 سنة وأشهرا وبعد أبيه خمس سنين وشهورا وقيل ثمانية أشهر و 13 يوما وقيل ست سنين وهي مدة إمامته وخلافته وهي بقية ملك المعتز أشهرا ثم ملك المهتدي 11 شهرا و 28 يوما وتوفي بعد مضي خمس سنين من ملك المعتمد ودفن في داره بسامراء إلى جنب قبر أبيه.
امه امه أم ولد يقال لها سوسن وقيل حديث أو حديثة وقيل سليل. وهو الأصح وكانت من العارفات الصالحات.
كنيته أبو محمد.
لقبه في مناقب ابن شهرآشوب وإعلام الورى: كان الحسن العسكري هو وأبوه وجده يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا وقال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي يلقب بالعسكري اه ومر في سيرة أبيه انه كان يعرف أيضا بالعسكري لسكناهما في محلة تعرف بالعسكر. وفي مناقب ابن شهرآشوب: القابه الصامت الهادي الرفيق الزكي التقي وفي مطالب السؤول لقبه الخالص.
نقش خاتمه سبحان من له مقاليد السماوات والأرض. وقيل انا لله شهيد أو إن الله شهيد.
بوابه عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد بن عثمان العمري.
شاعره ابن الرومي علي بن العباس.
أولاده له من الأولاد ولده المسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المكنى بكنيته ليس له ولد غيره وهو الحجة المنتظر.
صفته في خلقه وحليته في الفصول المهمة: صفته بين السمرة والبياض ووصفه أحمد بن عبيد الله بن خاقان كما يأتي بأنه رجل أسمر أعين حسن القامة جميل الوجه جيد البدن له جلالة وهيبة.
صفته في أخلاقه واطواره قال أحمد بن عبيد الله بن خاقان كما يأتي: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ع ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام الناس وما سالت عنه أحدا من بني هاشم والقواد الكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس الا وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على أهل بيته ومشائخه وغيرهم ولم أر له وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه. وقال أبوه عبيد الله ابن خاقان في ذلك الحديث لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره فإنه يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه. مناقبه وفضائله أولها العلم فقد روي عنه من أنواع العلوم ما ملأ بطون الدفاتر. وقد روي عنه في تفسير القرآن الكريم كتاب يأتي في مؤلفاته.
وروى الطبرسي في الاحتجاج باسناده عن أبي محمد العسكري في قوله تعالى ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا أماني أن الأمي منسوب إلى امه اي هو كما خرج من بطن امه لا يقرأ ولا يكتب لا يعلمون الكتاب المنزل من السماء والمتكلم به ولا يميزون بينهما الا أماني الا ان يقرأ عليهم ويقال لهم ان هذا كتاب الله وكلامه ولا يعرفون ان قرئ من الكتاب خلاف ما فيه الحديث.
ثانيها الكرم والسخاء قال علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر لابنه محمد امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد فإنه قد وصف عنه سماحه فأعطاهما ثمانمائة درهم وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة بسنده عن أبي هاشم الجعفري في حديث قال كنت مضيقا فأردت ان اطلب من أبي محمد دنانير فاستحييت فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم واطلبها فإنك ترى ما تحب انش. وروى فيه أيضا عن محمد بن علي من ولد العباس بن عبد المطلب قال قعدت لأبي محمد ع على ظهر الطريق فلما مر بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له انه ليس عندي درهم فما فوقه ولا