والأواخر ورفعت أركان مجد أسس بنيانه آباؤك الكرام:
ورحت لك القدح المعلى بغاية * تمطر فيها مستقيم وهازل فلا بدع ان جرت مطارف فخرها * على غيرها من اجلك اليوم عامل ان عد أعاظم الزمان كنت جديلها المحكك الذي لا تميله الفحول بغواربها وان ذكر أكابر الأوان كنت عذيقها المرجب في مشارق الأرض ومغاربها:
وان رفعت للمجد في الدهر راية * ونادى المنادي أيها الناس من لها سبقت إليها من عداك وحزتها * وكنت أحق الناس فيها وأهلها وكم لك من مفاخر روجت بعد الكساد سوقها ووفيتها بحمد الله حقوقها حيث الناهض بهاتيك الحقوق أعز لدى الناس من بيض الأنوق:
وكفاك منقبة إذا ذكر الندى * كرم لحضرتك العلية ينسب ومواقف مشهودة لك في العلا * حيث المواضي نارها تتلهب ومعارف قصرت عليك لأنها * بك يا أجل ذوي المعارف انسب وخلائق عم الخلائق نشرها * كالروض غب المزن بل هي أطيب وشمائل تحكي النسيم وانما * هي من صبا نجد ارق وأعذب وعزائم يعنو لها ليث الشري * في غابه والدهر منها يرهب وبلاغة عربية آياتها * تليت فأضحت عن كمالك تعرب ومراتب في المجد عز مرامها * بعدت مدى فالنجم منها أقرب وهناك جم مناقب لا تنتهي * وكواكب الأفلاك انى تحسب يا واحد الدنيا وأكرم من له * جمل المدائح والثنا تتركب وابر من رحم الوفود كأنه * لهم وقد نزلوا بساحته أب وابن الأولى ملكوا العلى وتسنموا * مرقى له ظهر المجرة مركب شملت مواهبك العفاة فشرقوا * بجميل مدحك في البلاد وغربوا وسرت أياديك الجسام فأخصبت * رحب الفلا والدهر قفر مجدب وأنار طالعك الليالي فانجلت * كرباتها وانجاب عنها الغيهب وقال:
تجنب رياض الغور من ارض بابل * فثم قدود يانعات واحداق وإياك إياك الغوير وقربه * وقلبك فاحفظ ان طرفك سراق وله يهني السيد علي ابن السيد رضا الطباطبائي بعافيته من مرض في يوم عيد:
العيد صحة مولانا العليم علي * وبرء جثمانه الزاكي من العلل وان يوما سقي كأس الشفاء به * لذاك أسعد عيد للأنام ولي ومنذ ألبسه الرحمن عافية * تبقى عليه بقاء الدهر لم تزل امسى الوجود من الأفراح مبتهجا * نشوان يسحب ذيل الشارب الثمل والدين اضحى قرير العين مبتسما * يفتر عن طالع مثل الصباح جلي أنعم به من فتى أمست فضائله * في الناس أشهر من نار على جبل وعالم عامل ما زر مئزره * الا على الحسنيين العلم والعمل وذي تقي بالنهى والفضل ملتحف * وبالفخار وبرد المجد مشتمل من معشر شرف الله الوجود بهم * أجل وهم علة الايجاد في الأزل وقادة راح عمر الدهر دينهم * يسمو على سائر الأديان والملل أئمة ضربوا للمجد أخبية * أرست دعائمها الطولى على زحل بهم وثقت فلا اخشى الخطوب إذا * جاشت علي وقلت عندها حيلي يا وارثا في البرايا فضل مجدهم * وموضحا نهج ما سنوا من السبل لك الهناء بعيد قد لبست به * جلباب عافية من أفخر الحلل واسلم مدى الدهر في امن وفي دعة * ممنعا من صروف الحادث الجلل ممتعا بشقيقيك اللذين هما * هما رضيعا لبان العلم والعمل محمد منبع الفضل التقي أخو * المجد الأثيل أمان الخائف الوجل وواحد الدهر مولانا الحسين ومن * اضحى من العلم والفضل الغزير ملي داما ودمت من النعما على سرر * وفي سرور بلطف الله متصل وله يرثي رجلا من امراء الفرس اسمه آصف الدولة:
دهتنا برزء قاصم الظهر قاصف * وخطب لأحلام الألباء خاطف فلم تبق قلبا من جوى غير واجب * ولم تبق طرفا من أسىء غير راعف ولم تبق ندبا في الملا غير قائل * على هذه الدنيا العفا بعد آصف مليك له القى الزمان زمامه * وذلت لعلياه ملوك الطوائف قضى كل حق للمعالي ومذ قضى * بكته المعالي بالدموع الذوارف واضحت بنات المكرمات نوادبا * عليه بألحان الحمام الهواتف فمن للندى ان أمسك الغيث قطره * وشح على أهل الزمان بواكف ومن للعدي ان أمت الفرس ردها * بمشحوذ عضب من دم الكفر ناطف ومن لثغور المسلمين يحوطها * بعزم لدهماء الملمات صارف سل الشرك عنه وأسال الروم كم له * بمستن غارات الوغى من مواقف وسل عنه ارض الفرس كما قد * تجلببت أقاليمها منه بأسنى المطارف وسل عنه طوساكم أفاض بها الندى * وكم بث في ارجائها من عوارف وسل من وراء النهر عنه فلن ترى * أخا سطوة من بأسه غير راجف وسل عنه بيت الله مذ حج كم حبت * يداه من الجدي به كل طائف وكم عم بالفيض البرية فاغتدى * سواء لديه كل باد وعاكف أياد بها الايمان قد عز جانبا * واضحى التقى فيها ندي المعاطف ولما قضى حجا وقام بما اتى * به الشرع من مسنون تلك الوظائف وجدد عهدا بالنبي مسلما * على احمد المختار تسليم عارف وزار ثرت ضم الرسول وسادة * هم لا سواهم بدء فيض المعارف اتى وافد القطر العراقي زائرا * موالي البرايا من حديث وسالف والقى عصاه في حمى طالما غدا * ملاذا لملهوف وامنا لخائف وراح إلى دار الكرامة هاجرا * ديار فناء زينت بالزخارف تنعم في أعلى قصور زواهر * بواذخ لا ينتاشها وصف واصف لذلك قد نادت المنادي مؤرخا * قصورا عدت في الجنان لآصف (1) سنة 1297 وله يرثي حمد البك أمير جبل عامل المشهور قال ما صورته: ولمحرره الفقير لمن أمات وأحيا إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيي وذلك أنه في سنة 1269 من هجرة سيد المرسلين قد انتقل إلى جوار العزيز الغفار أكرم من احتاطت به قبة الفلك الدوار من أرباب المجد والفخار ومن تغنى الحادي بما له من الأيادي في جميع الأقطار حمد البك بن محمد المحمود من آل نصار وقد كنت يومئذ نازحا عن الديار في جوار الأئمة الاطهار فنظمت في رثائه هذه القصيدة المشتملة كما تراها بسواد الحداد وأرسلت بها في طي