وعدنا وقد كاد الظلام يلفنا * وما آن للفجر المهيض طلوع وقال:
وطني هذا أراه جنة * عبثت فيه اكف النوب كيف لا أبذل نفسي دونه * خائضا فيها غمار الرهب وحسامي و لساني وانا * عربي عربي عربي وقال في الزهراء ع:
أطلت على الدنيا بطلعتها الغرا * وليدة بيت الوحي فاطمة الزهراء كإطلالة الفجر المدل بنوره * وكم ساهر في الحي يرتقب الفجرا وبشر فيها الوحي عند نزوله * وباهى بها جبريل مذ جاء بالبشرى فأشرق بالنورين بيت خديجة * فنور من الكبرى ونور من الصغرى وقد نشأت بنت النبي محمد * مباركة اسما معطرة ذكرا ومن كان يدعوها البتول طهارة * كما دعيت من قبلها مريم العذرا وزوجها من صنوه وابن عمه * فأعظم بها زوجا وأعظم به صهرا علي أبو السبطين أفصح من رقا * ذرى منبر أو خط في صفحة سطرا وأمضى سيوف الله في كل موقف * به الفارس المغوار من هلع فرا فسل عنه أحدا والنضير وخيبرا * وإن شئت ادراك اليقين فسل بدرا وسل عنه عمروا والوليد وعتبة * ومن صرعوا في سيفه فهم أدرى ومن حضن الاسلام بعد نبيه كما تحضن الطير التي تسكن الوكرا حماه كما تحمي الأسود عرينها * من الكفر بل قد كان من أسد أضرى شرى في سبيل الله نفسا أبية * وعاهدها أن لا تباع ولا تشرى فيا لدة الاسلام والبضعة التي * بها أودع الله القداسة والطهرا وأم الإمامين الشهيدين من هما * أجل وأعلى الناس في نسب قدرا " لك الله من مفجوعة بحبيبها " * تشم تراب القبر من لهفة عطرا هلم إلى التاريخ نسبر غوره * ونوسعه بحثا ونعلنه جهرا أ ما روعت في بيتها يوم حزنها * أما حرمت إرثا أما دفنت سرا وما ورثته عن أبيها وأمها * سمت وتعالت فيه عن " فدك " قدرا " لسر من الأسرار لا تجهلونه " * أسئ لها لا بل أريد بها شرا وقد نسبوا القربى إلى غير أهلها * ومن ولد " الزهراء " لم يلد " الحمرا " ومن أغضب الحوراء بنت نبيه * فليس بمعذور وإن حاول العذرا علي لأهل البيت عهد وذمة * سأذكرهم ما دمت أستلهم الشعرا سأدفع عنهم في لساني وليس لي * سلاح سواه عنهم يدفع الضرا ومن عمر الايمان بالله قلبه * يرى حبهم دينا وبغضهم كفرا بني البضعة الزهراء تهفو إليكم * جوارحنا اليقظى وأكبادنا الحرى وكل شهيد من ذؤابة هاشم شققنا له في كل جارحة قبرا مشى تحت ظل الموت يطلب ثاره * وما ذا على الموتور أن يطلب الثارا كفاني فخرا انني من سلالة * تمت إلى الزهراء في نسب فخرا متى يرجع الاسلام سالف عهده و * تخفق في أجوائه الراية الخضرا تطل على الدنيا كتائب يعرب * وتحشد في ساحتها مرة أخرى أصبرا وثاني القبلتين تسودها * يهودية حمقاء تستسهل الوعرا سنظفر بالفتح المبين تزينه * شريعتنا السمحا وأفعالنا الغرا عدلنا فداست خيلنا تاج قيصر * وأورثنا أمجاده مرغما كسرى وسدنا فكان العدل رائد حكمنا * فلم نجترح اثما ولم نقترف وزرا وما عرف التاريخ في الدهر فاتحا * سوانا تحاشى الظلم واستنكر الغدرا وقال:
تطلعت عبر الدهر ابحث عن صحبي * فلم ترهم عيني ومنزلهم قلبي وسار بهم ركب المنون تتابعا * وما زال قلبي يقتفي أثر الركب تقطعت الأسباب بيني وبينهم * فلا شرقهم شرقي ولا غربهم غربي أناديهم والترب بيني وبينهم * وهل يملك الاصغاء من كان في الترب وأصبحت كالطير المشتت سربه * فقد خانني دهري وضيعني سربي " مضوا لا يبالون الحشى وتروحوا " * خليين من همي بعيدين عن دربي وقد كنت أروي غلتي من لقائهم * كما يرتوي الظمآن من منهل عذب وعايشتهم ليل الصبا ونهاره * فخدن إلى خدن وترب إلى ترب أشاطرهم حلو الزمان ومره * فسلمهم سلمي وحربهم حربي وشائج حب عذبة ذكرياتها * تطيب لها نفسي ويذكو بها حبي وجشمني دهري مصاعب جمة * ويحملني قسرا على مركب صعب وكم قطب علم من سراة عشيرتي * ترفع واستعلى إلى هامة القطب هوى مثلما يهوي الشهاب إلى الثرى * ويا طول تحناني إلى مسقط الشهب تهيج بي الذكرى ولولا بقية من الصحب في الجلى أراهم إلى جنبي لضقت بهذا العيش ذرعا وربما * تضيق حياة المرء في المرتع الخصب ذكرت شبابي والهوى ولياليا * صبوت بها والحب من شأنه يصبي تماديت في حبي وقد ذقت عذبه وقد يحلو مر الحب للعاشق الصب أحن إلى بيت تفيات ظله * إلى العين في شقرا إلى المرج والهضب إلى الربوات الخضر يزهو ربيعها * إلى الزهر فواحا إلى الماء والعشب إلى العين يملأن الجرار أوانس * ويمشين وهنا في دلال وفي عجب يرددن الحان الهوى وفنونه * على مسمع الفتيان في زجمة الدرب إلى ندوات الأنس والشعر والندى * إلى ملتقى الضيفان في المنزل الرحب إلى القبة البيضا وما ضم تربها * من العلماء الصيد والسادة النجب هنا قد ثوى جدي وأمي ووالدي * وثم أخي والعم جنبا إلى جنب هنا تربة قد فاق نشر عبيرها * شذا العنبر الريان والمندل الرطب أحبك يا شقراء من أجل حبهم * ومن أجله أهواك في البعد والقرب أولئك حزب الله في العلم والتقى * وقد رفعت أيديهم راية الحزب فيا مغرس الأمجاد من آل هاشم * سقت تربك الظمآن هطالة السحب وعند ضريح الطهر " زينب " قد ثوى * منير سبيل الرشد في عتمة الحجب تفرق شمل الطيبين وبدلت * معالم ذاك الخصب فيه إلى الجدب فذلك عهد قد تقضى ولم يعد * سوى ذكريات أو صحائف في كتب وما لي غير الشعر من متنفس * أداوي به همي ويكشف لي كربي فكان رفيقي عبر خمسين حجة * فما خانني يوما وكان إلى جنبي وكم جولة لي فيه تشهد انني * وقفت قوافيه على نصرة العرب تصفح دواويني تراها مليئة * بما يدفع النكس الجبان إلى الحرب أناشيد في بغداد والشام لم يزل * يرن صداها العذب في مسمع الحقب ومحنة أولى القبلتين تحولت * لها أدمعي شعرا فأسرفت في السكب وقفت على اليرموك استاف تربها * فمن مهبط الوادي إلى مرتقى الكثب أفتش عن آثار قومي عن اللوا * لوا الفتح معقودا على العسكر اللجب