عيد التحرر والعلياء للعرب * يوم بعثت به يا خير كل نبي ذكرى حياتك أمجاد يرددها * فم الزمان بزهو الفخر والعجب بنيت للعرب في دين دعوت له * مجدا أطل باشراق على الشهب ورحت تغرس فيهم كل مكرمة * حتى تساموا إلى أوج من الرتب تسمو بهم لذرى العلياء في صعد * من نهج دينك لا يفضي إلى صبب وتنتحي بهم للعز منزلة * حيث المفاخر قد شدت من الطنب نزهتهم عن تماثيل مجسمة * خروا لها سجدا جهلا على الترب وقدتهم للهدى تجلو حقيقته * بالمعجز الحق من قرآنك العجب في شرعك العدل والقرآن ملتئم * والعفو والعرفان مقرونان في سبب ولدت في الدهر فانجابت غياهبه * بالنور من وجهك الكشاف للكرب يفوح بالبشر من طيب نفحت به * ارجاءه الفيح لا بالمندل الرطب يختال فيها بما قد حاز من شرف * بمولد لك مزهوا من الطرب ابنت للناس نهج الحق منبلجا * كالصبح شاع بنور غير محتجب آيات فرقانك السامي بحكمته * فيها جلاء العمى والشك والريب وحي تفرد بالاعجاز إذ عجزت * عن مثله بلغاء العجم والعرب بعثت كي تغمر الدنيا بنور هدى * يبدو فيكشف ما في باطن الحجب يشيع حتى نرى الدنيا بزينتها * تجلى وتختال في ابرادها القشب وتبرز الأرض في ثوب تتيه به * من رائع الزهر في لون من الذهب بعثت كي تبتني بالخير مجتمعا * للشر فيه ضلالا أي مضطرب وتبتني للعلى والمجد صاعدة * من يعرب أمة وضاحة الحسب وتعمر الدهر بالأخلاق فاضلة * يروق سائغها كالمنهل العذب وتنشر العلم في الدنيا إلى أدب * جم الفوائد من شعر ومن خطب وتظهر الحق وضاء السنا ليرى * نور الهدى مذعنا للحق كل غبي وتكبر العقل يستهدي بنيره * إلى السلامة في داج من النوب وتمنح المثل العليا بما اشترعت * لك الرسالة في وحي من الكتب بدلت بالأحسن الدنيا إذ انفجرت * يمناك بالخير من جود ومن حدب وصنت للناس حقا كان مهتضما * من قبل بعثك نهبا للقنا السلب اتيتهم بالهدى دينا مناهجه * إلى الفضائل في بدء وفي عقب وعدتهم باخاء يلجؤون له * حصنا أعز حمى من معقل اشب ما كنت الا بشيرا بالحياة لمن * يبغي الحياة وخيرا غير منقضب هديتنا لو وعينا ما اتيت به * من بالغ القول ما يجدي ولم تخب علمتنا كيف نحمى المجد إذ عصفت * به العواصف من خوف ومن رعب وكيف نبذل ذودا عن كرامتنا * ما عز من أنفس منا ومن نشب ولم تزل تهب الدنيا دروس علا * كالشمس تغمر اشراقا ولم تغب لكنما ضاع ما أسديت من عظة * والطبع ان ساء أنسى كل مكتسب يا أمة سرت في ظل الهدى كرما * ونلت في جاهه ما عز من ارب حللت في أفق العلياء ناشرة * رايات عز سمت خفاقة العذب وقدت للفتح بالاسلام منتصرا * جيشا من الصيد في جيش من الرهب ما بالك اليوم قد أصبحت في ضعة * وصرت ماسورة في قيد مغتصب ما ذا جنيت من الأوزار مسخطة * حتى سقيت بكأس الذل والعطب اجل تنكبت عن نهج الهدى وهوت * بك المطامع خسفا شر منقلب وصرت في حالة تزري بصاحبها * رأي بديد وشمل غير منشعب عاث الأجانب في دنياك تفرقة * كما تعيث صغار السوس بالخشب ومزقوك دويلات فكنت لهم * رهن الإشارة طوع الأمر والطلب رضيت بالذل بعد العز خانعة * وطالما عفت طيب النوم من حرب أما علمت بأن المجد مغتصبا * لا يسترد بغير السمر والقضب ولا ينال العلى الا الأولى اعتصموا * بشفرة السيف في جد وفي لعب وهمة تعتلي الجوزاء في شمم * ان شاب فود ليالي الدهر لم تشب وعزمة هي امضى من غرار ظبي * تشب نار لظى في صدر كل أبي يا أمة العرب لا غالتك غائلة * ولا جثت بك أطماع على الركب ولا شربت بكأس الذل قد ملئت * من كف مستعمر أو كف منتدب وثرت حتى تعيدي المجد مستلبا * بالرغم من انف ذي بغي ومستلب تمشين للعز والعلياء في نفر * من كل ذي همة أرسى من الهضب وترفعين لواء المجد تحرسه * ضياغم العرب فوق الجحفل اللجب وتغسلين بيوم الروع إذ وجمت * به الفوارس عارا بالدم السرب وتنقذين بلادا عز منقذها * من معشر قلدونا الذل في اللبب وترجعين " فلسطينا " كما غصبت * وتأخذين بثأر لج بالطلب فما المواعيد تجدي القوم منفعة * وكلها نسجت بالمكر والكذب ولا القصائد تذكي في حماستها * عزائما تضرم الأحشاء باللهب ولا المنابر تتلى فوقها خطب * من لفظها تتنزى سورة الغضب وانما النافع المرجو بارقة * من المواضي ترينا النصر من كثب وتملأ الأرض من قاني دم سرب * يودي بمنعفر في زي مختضب وترجع الحق وضاء السنا لهجا * عادت " فلسطين " عاد المجد للعرب وقال سنة 1380 من قصيدة في رثاء الشيخ عارف الزين صاحب مجلة العرفان:
ما مت بل خفت بك الأقدار * فمضيت تهتف باسمك الأمصار رمت الخلود فحلقت بك عن دنا * نفس أبت غير العلى تختار حاشاك ان تطوى ويغمرك الفنا * ولأنت من خلدت به الآثار كنت المنار بها لكل دجنة * ان عز في حلك الظلام منار تملي على القلم الدئوب روائعا * من كل ما يحلو وما يختار ولكم أذعت من المعارف ما به * تسمو العقول وترتقي الأفكار " عرفانك " الغراء أصدق شاهد * في أن جهدك للعلى جبار قد كنت للأحرار أعظم قدوة * وعليك قد عقد اللوا الأحرار تلفى بساحات الجهاد مناضلا * فردا يهابك جحفل جرار ما هنت يوما للصعاب ولم تلن * حتى مشت بك للردى الأقدار ايه أبا الأدباء كم لك موقف * يزهو به الاعجاب والاكبار خمسين عاما في الجهاد قضيتها * ما ان سئمت ولا خلا المضمار أديت فيها للحياة رسالة * ملئت بها الأسماع والأبصار ما ذا احدث عن مواقفك التي * غنى بها الحادون والسمار ويراعك المشاق يجري دائبا * ما عاقه ورد ولا اصدار ومجلة لك في البلاد نشرتها * يقف الزمان ونفعها سيار أسفا خلت منك المحافل بعد ما * ملئت بفضل جهادك الأسفار وقال سنة 1364: