سبحانه: (و إن تعفوا و تصفحوا) (1) وقضية التعرض للممانعة بعد تلك الآية في قوله سبحانه: (إنمآ أمو لكم و أولدكم فتنة) (2).
ومع ذلك خلق الله سبحانه الروح في غاية اللطافة، فلا مخلص ولا محيص عن التحمل في آن من الأوان، وإلا فيقدم الشخص بنفسه على هلاكته؛ لشدة ألم الغضب في كثير من الأحيان، ولا سيما مع التكرر والوقوع كل آن، خصوصا مع شدة لطافة الروح، كيف وإكثار المشي بالأقدام على الأحجار يوجب نعومتها كما هو المشاهد بالعيان، بل تقاطر قطرات الماء على الدوام قد أوجب التعميق في بعض الجبال، ومع ذلك سماء خيال الأداني المعارضة مع الأعالي.
ومن البين أن الإنسان لا يتقاعد عن سماء خياله، فالعالي دائما في محن معارضات (3) الأداني، ولو لم يتحمل لا يبقى له عز؛ بل عموم النفوس مفطور على الشرارة، ولو بنى على عدم التحمل، لما أمكنت المعاشرة مع العيال والأولاد والخدام، فيلزم الهلاكة أو السكون في الجبال، بل السكون في الجبال لا يوجب راحة البال؛ لما في الأخبار من أنه إذا سكن المؤمن في الجبال، يخلق الله سبحانه من يؤذيه (4)، فلا مناص ولا خلاص إلا بإلقائه نطاق التحمل، (5) وواشدتا ثم واشدتا من شرور هذا العصر، ولا سيما هذا المصر.
وما ذكره الفاضل أول المجلسيين في ترجمة الفاضل التستري:
(أنه يمكن القول بأن انتشار الفقه والحديث كان منه، وإن كان غيره موجودا، لكن كان لهم الأشغال الكثيرة، وكان مدة درسهم قليلة،