الامر أن العضلات فيه عضلات اللسان، وتكون الإرادة فيه - قوة و ضعفا - تابعة لادراك أهمية الفعل المبعوث إليه، ضرورة أن الإرادة الباعثة إلى إنجاء الولد من الغرق أقوى من الباعثة إلى شراء اللحم.
ثم إنه قد يظهر آثار الشدة في المقال، بل في كيفية تأدية الكلام شدة، أو في الصورة علوا وارتفاعا، وقد (يقرن) أمره بأداة التأكيد و الوعد والوعيد، كما أنه قد (يقرنه) بالترخيص في الترك، أو بما يفهم منه الوجوب أو الاستحباب.
وبالجملة: أن الامر بما هو فعل اختياري إرادي صادر من الفاعل المختار، كسائر أفعاله من حيث المبادئ وجهات الاختلاف، فقد يحرك الفاعل عضلات يده أو رجله لتحصيل مطلوبه مباشرة، وقد يحرك عضلات لسانه لتحصيل مطلوبه بمباشرة الغير، لا لان الامر الذي مفاده البعث هو الباعث بذاته، فإنه غير معقول، بل لأدائه بمقدمات اخر - على فرض تحققها - إلى انبعاث المأمور، فإذا أمر المولى بشئ ووصل إلى العبد وتصور أمره، فإن وجدت في نفسه مباد اخر كالحب والمعرفة والطمع والخوف وأمثالها تصير هذه المبادئ داعية للفاعل، فالامر محقق موضوعه الطاعة، لا المحرك بالذات.
الرابعة: قد ظهر مما مر (1) أن الامر بما هو فعل إرادي للفاعل تابع (*)