بدعواه فيما نحن فيه، فراجع (الفصول).
ثم اعلم أن الحمل الهوهوي متقوم بالاتحاد بين الموضوع والمحمول، فيريد المتكلم حكاية هذا الاتحاد، فلا تكون في نفس الامر - أي ما هو ظرف الاخبار - مغايرة بينهما حتى بالاعتبار، فإن لحاظ التفكيك و المغايرة يباين الاخبار بالاتحاد.
نعم، يكون الموضوع والمحمول في القضية اللفظية والمعقولة متغايرين وجودا أو مفهوما أيضا، ففي مثل: (زيد زيد) لفظ (زيد) بتكرره في ذهن المتكلم وكلامه وذهن المخاطب، موجودان حاكيان عن هوية واحدة من غير اعتبار الكثرة في الواقع بين زيد و نفسه، فإنه مخالف للواقع ومناف للاخبار بالوحدة، فالكثرة في القضية اللفظية والذهنية المنظور بهما آليا، لا المنظور فيهما و استقلاليا.
وأما حديث لزوم اعتبار التغاير - لئلا يلزم حمل الشئ على نفسه، المساوق لوجود النسبة بين الشئ ونفسه، وهو محال (1) - ففيه: ما تقدم في بعض المباحث (2): من عدم تقوم القضية بالنسبة، بل القضايا الحملية التي مفادها الهوهوية مما لا نسبة فيها فراجع، فما يرى في كلمات بعض المحشين (3) من التغاير الاعتباري الموافق لنفس الامر، فليس بشئ.