فعدم الجريان فيها ليس لما ذكره بل لتسالم العرف وأهل اللغة على كونها موضوعة لنفس تلك العناوين لا للذات المتلبسة بها ولو في وقت بخلاف المشتقات فإنها محل بحث وكلام.
ولا ينبغي الاشكال في جريان النزاع في المشتقات - سوأ كانت منتزعة من نفس الذات كالموجود من الوجود أو لا وسواء كان المبدأ لازم الذات بحيث تنفي بانتفائه كالممكن أو مقوما للموضوع كالموجود بالنسبة إلى الماهية أو لا - لان محل النزاع في المشتق هو الهيئات ووضعها نوعي من غير لحاظ كل مادة مادة معها فزنة الفاعل وضعت نوعيا للاتصاف الخاص - مثلا - من غير نظر إلى المواد كل برأسها ومن غير أن تكون في كل مادة موضوعة على حدة ومن غير نظر إلى خصوصيات المصاديق.
فالقول بأن مثل الناطق والضاحك والممكن والموجود خارج عن محل البحث لان تلك العناوين ليس لها معنون باق بعد انقضاء المبدأ عنه (1) - بعيد عن الصواب لان محل النزاع زنة الفاعل والمفعول و غيرهما من المشتقات.
وأما العناوين العرضية التي تنتزع من الذات باعتبار أمر وجودي أو اعتباري أو عدمي مما ليست اشتقاقية فميزان جريان البحث فيها هو جواز بقاء الذات مع انقضاء المبدأ فيما إذا كان الوضع شخصيا