وإن كان المراد أن المعنيين - مع كون كل واحد منهما ملحوظا و مستعملا فيه - يكونان ملحوظين بلحاظ واحد كما هو ظاهر كلامه.
ففيه: أن اللحاظ والملحوظ هو العلم والمعلوم وكثرة المعلوم تستتبع كثرة العلم فلا يمكن أن يكون الملحوظ بما هو ملحوظ متعددا و اللحاظ واحدا للزوم موجودية المتكثر بما هو متكثر بوجود واحد فإن لحاظ الشئ هو وجوده في الذهن ففرض كون الشيئين موجودين في الذهن مع وحدة اللحاظ فرض توحيد الكثير مع كثرته.
نعم يمكن أن توجد عناوين كثيرة بوجود واحد لكنه غير مربوط بما نحن فيه.
فتحصل مما ذكر: أن هذا التفصيل مما لا وجه له كما أن القول بالامتناع - أيضا - كذلك. هذا مع وقوعه في كلمات الشعراء والبلغاء.
وأما المنع من قبل الواضع (1) أو الوضع (2) فجوابه واضح لا يحتاج إلى التطويل.